حياك الله السائل الكريم، يبلغ المؤمن الفردوس الأعلى برحمةِ الله وكرمه، ثم بالإكثار من الصالحات والدعاء، كما أرشدنا الحديث عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه-: (الجنةُ مائةُ درجةٍ كلُّ درجةٍ منها ما بين السماءِ والأرضِ وإنَّ أعلاها الفردوسُ وإنَّ أوسطَها الفردوسُ وإنَّ العرشَ على الفردوسِ منها تفجَّرُ أنهارُ الجنةِ فإذا ما سألتم اللهَ فسلوهُ الفردوسَ). "أخرجه ابن ماجه، صحيح"
من كان يرجو الفردوس الأعلى فعليه بما يأتي:
- يُكثر من الدعاء ويحسن الظن بالله، ويلتزم بالفرائض ويكثر من النوافل، فالخطوة الأولى هي إقامة أركان الإيمان والإسلام، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا). "الكهف:107"
- الإيمان بالنبي -عليه السلام- واتباع سنته، كما ثبت في الحديث عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه-: (أنَا زَعِيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وأسلَمَ وهَاجَرَ بِبَيتٍ في رَبَضِ الجنةِ، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ وبَيتٍ في أعْلَى غُرَفِ الجنةِ، وأنا زَعِيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وأسْلَمَ وجَاهَدَ في سَبيلِ اللهِ بِبيْتٍ في رَبَضِ الجنةِ، وبَيتٍ في وسَطِ الجنةِ ، وبَيتٍ في أعلى غُرَفِ الجنةِ، فَمَنْ فَعلَ ذلِك لَمْ يَدَعْ لِلخَيرِ مَطْلَبًا، ولًا من الشَّرِّ مَهْرَبًا، يَموتُ حيث شاءَ أنْ يَموتَ). "أخرجه ابن حبان في صحيحه"
- حُسن الخلق وترك الكذب، كما جاء في الحديث عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: (أنا زعيمُ بيتٍ في ربضِ الجنةِ لمن ترك المِراءَ و إن كان محقًّا، و بيتٍ في وسطِ الجنة لمن ترك الكذبَ و إن كان مازحًا، و بيتٍ في أعلى الجنةِ لمن حَسُنَ خُلُقُه). "أورده الألباني، حسن لغيره"
- من أفضل الأعمال لمن كان لديه قدرة مادية أن يكفل يتيماً، ثبت عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى). "أخرجه البخاري"
- الإكثار من تلاوة القرآن، والحرص على حفظه، عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه-: (يُقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارْقَ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا؛ فإنَّ منزلتَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها). "أخرجه أبو داوود، صحيح"