ما أسباب قيام دولة المماليك في مصر والشام؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دولة المماليك هي واحدة من دول الخلافة الإسلامية، وهي سلالة من الجنود حَكمت مصر والعراق والشام وأجزاء من الجزيرة العربية، وتعود أصولهم إلى آسيا الوسطى، وقبل أن يستقروا في مصر، أسَّسوا دولتين متعاقبتين في مصر والشام وكانت عاصمتهم القاهرة، ولقيام هذه الدولة عدّة أسباب أُبينها في ما يأتي:

1. ضعف الدولة الأيوبية

من أسباب ظهور أي دولة جديدة هو ضعف أو انتهاء الدولة التي قبلها، فخرجت دولة المماليك من رحم الدولة الأيوبية، وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي ترك وراءه دولة واسعة الأرجاء، وكان قد وزع في حياته البلاد الواقعة تحت سيطرته على أفراد عائلته فاختلفوا بعده.

واستطاع أخوه بعد وفاته توحيد الدولة الأيوبية مرة أخرى تحت سلطانه، إلّا أنّه ارتكب نفس الخطأ، فقام بتوزيع إرثه على أولاده، فسبّبَ ذلك وجود الحسد بين الإخوة، وبسبب هذه المنازعات، ولحماية أنفسهم أكْثَرَ الأيوبيون من شراء المماليك، وقاموا بتدريبهم، وسبب هذا الانقسام ضعف الدولة الأيوبية.

1. ظهور المماليك البحرية

قام الصالح نجم الدين الأيوبي بشراء المماليك الأتراك لحمايته من مؤامرة الأسرة الأيوبية، وبعد انزعاج الناس من المماليك قام الصالح نجم الدين بتشييد قلعة الروضة، وأسْكن فيها المماليك وأطلقَ عليهم اسم المماليك البحرية.

وكان في ذلك الوقت نجم الدين مريضًا، فوَرث المُلك لابنه تورانشاه، وقاتل الصليبيين مع المماليك البحرية، ولأنّه لم يكن مؤهلاً للحكم كان هذا من أسباب انقراض الدولة الأيوبية، إلا أن تورانشاه قُتل فاستلمت الحكم شجرة الدُّر أمُّه.

1. حكمة شجرة الدُّر

ومن حِنكتها أنّها أخفت موت زوجها ومَقتل ابنها حتى لا ينهار الجيش، وقسمت بلاد الشام ومصر لقوتين؛ المماليك في مصر، والأيوبيين في الشام، إلا أنّ الخليفة العباسي رفض حُكم شجرة الدُّر، وكانت شرعيته هامة في ذلك الوقت رغم انعدام قوته الفعلية، إلى جانب الغضب الشعبي الذي ثار بسبب حكم امرأة.

واضطرت شجرة الدّر للزواج، فتزوجت من أيبك، الذي اغتالته بعد فترة قصيرة، الأمر الذي سبب ثورة المماليك وقُتلت على أثرها، واستلم الحكم المنصور علي بن أيبك، وحَمل لقب أول سلطان من المماليك.

1. تغلل المماليك في الحكم وتوليهم المناصب العليا في الدولة.