ما حكم الرجل الذي يخلف وعده للمرأة بالزواج؟

حياكِ الله أختي الكريمة، لا بدّ ابتداء من التنويه إلى حرمة التواصل بين الجنسين، وأنه إن كان هناك علاقة سابقة فلا بد أن تتوبي عنها وتعزمي على عدم الرجوع إليها، فالرجل والمرأة كلاهما آثمان بالدخول في هذه العلاقات.

وأما وعده لكِ بالزواج، فقد قال الله -تعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، "سورة النحل: 91" فإن من يخلف بعهده ووعده آثم شرعا إذا كان قادراً على الوفاء بعهده.

كما أنه يحرم على الرجل أن يدخل في العلاقات غير الشرعية ويعلّق الفتاة به ثم يهجرها بحجة الزواج، كما يجب على الفتاة أن تصون نفسها عن هذه الأمور، وإن كان الوعد حاصلاً بالزواج دون علاقة سابقة؛ فإنه غير ملزم إلا أنه يستحب للرجل أن يفي به ولا يتراجع عنه إلا لمصلحة شرعية؛ كعدم شعوره بالإعفاف أو الراحة مع الفتاة وغير ذلك.

فإن كان لا يستطيع الوفاء لسبب مع إرادته لك فلتنظروا في سبب عدم قدرته، فإن كان بسبب التكاليف، فليتعاون أهلك ولتتعاوني معه وتخففوا عليه التكاليف وليكون الحمل خفيفا عليه، فإن أغلب الشباب يعزفون عن الزواج بسبب التكاليف المرهقة.

وإن كان بسبب المهر العالي فلتتنازلي قليلا وتخففي منه، فليتحاور معه أحد وليفهم منه سبب عدم رغبته في الزواج، وإن كان فعلا لم يعد يريدك فأنصحك باللجوء لله -تعالى- عسى الله أن يكرمك بمن هو أفضل منه.