قرأت قصة غزوة تبوك أمس، وتأثرت كثيراً عندما قرأت عن حال المسلمين في هذه الغزوة، واندهشت أكثر عندما علمت بأنّ هذه الغزوة لم يحدث فيها قتال، وهذا الأمر أثار فضولي لمعرفة إن كان هناك حكمة من وراء هذه الغزوة، وما هي الدروس والعبر من غزوة تبوك؟
0
قرأت قصة غزوة تبوك أمس، وتأثرت كثيراً عندما قرأت عن حال المسلمين في هذه الغزوة، واندهشت أكثر عندما علمت بأنّ هذه الغزوة لم يحدث فيها قتال، وهذا الأمر أثار فضولي لمعرفة إن كان هناك حكمة من وراء هذه الغزوة، وما هي الدروس والعبر من غزوة تبوك؟
0
0
حيّاكَ الله -تعالى-، ونسأل الله أنْ يزيدَكَ من علمه، ونشكر لكَ حِرصكَ على معرفة الدّروس والعبر من الغزوات، إذ تُعدُّ غزوات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- جميعُها مَعِينًا لا ينضب من الدّروس والفوائد التي يحصل عليها قارؤها ومُتأمّلها، وهذه الغزوة وإن لم يحصلْ فيها قِتال لكنّها كانتْ غنيّة بالعِبر التي يُمكن للمسلم أن يستمدَّها، ومنها:
فما أعظمَ صبر المسلمين عندما أُصيبوا في هذه الغزوة بعُسْرة في الماء، حتّى عَطِشوا عَطشًا شديدًا كادت تتقطّع منه رقابهم، وما كانت نهاية صبرهم إلا أنْ جازاهم الله في الدنيا قبل الآخرة، بأن شربوا حتّى ارْتَوَوْا جميعُهم، وملأوا ما كان معهم.
حتّى وإنْ كانت قليلة، فعندما قدَّم فقراء المسلمين ما لديهم من نفقة على استحياء؛ تعرّضوا عندها للسّخرية من المُنافقين بأنّ الله غنيٌّ عن هذه الصدقة، فنزلت الآية الكريمة: (الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّـهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ). "التوبة: 79".
فبعد ما عاناه جيش المسلمين من جوعٍ وعطشٍ في الطريق رزقهم الله من فضله وكرمه.
بل يجب عليه الثّبات لأنّه على حقّ؛ فإصرار الرسول -عليه السّلام- على البقاء في تبوك عشرين يومًا؛ لكي يثبتَ أنّه ليس خائفًا من الرّوم وأعوانهم.
ويزيد من رغبة الآخرين بالتّعرف للدّين الذي يُستمدّ منه كلّ هذه الشجاعة والقوّة، فبعدما انتصروا في هذه الغزوة دَفَع ذلك العديد من القبائل العربيّة إلى إعلان إسلامها والانطواء تحت راية الإسلام.
حيث فكّر الرسول -عليه السلام- بمطاردة الروم في بلاد الشام، لكنّه استشار المسلمين، فأشار عليه عمر بن الخطاب بالرجوع إلى المدينة، فأخذ برأيه وعادوا للمدينة.
وغزوة تبوك آخرَ غزوة خاضها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت في رجب سنة تسعٍ من الهجرة، وهي الغزوة التي قوَّت دعائم الدولة الإسلامية، ومَهّدتْ لفتوح الشام، وسُمّيتْ بغزوة العُسرة؛ لأنها كانت في وقتٍ عسير على النّاس، وحرٍّ شديد، وجَدْبٍ في البلاد.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.