نرحب بك أختنا الفاضلة، وأهلًا وسهلاً بك، ونسأل الله -تعالى- أن يكتب لك الشفاء العاجل من كل داء، ويصرف عنك كل شر، وجواباً على سؤالكم بعلامات الشفاء من الجن العاشق أقول: مع اختلاف أهل العلم في هذه المسألة، إلا أنه يجب أن تتأكدي ابتداءً من وجود هذا المسّ، لأنّ هذه القناعات التي تسيطر على الإنسان بسبب ظهور بعض الأحداث السلبية في حياته ليست بالضرورة أنْ تكون سبباً مقنعاً لوجود المسّ.
ولعلّ سببها يكون في كثير من الحالات بسبب الوساوس والشكوك، أو الأوهام النفسية التي يتأثر بها بعض الناس بسبب البيئة الإجتماعية المحيطة فيه، ونتأكّد من ذلك من الرقاة الشرعيين المعتبرين، المشتهرين بين الناس بالعلم الشرعي والتقوى والورع والأمانة.
ومن العلامات التي تؤكّد أنّ الإنسان سليم معافى من المسّ والسحر وغيره من هذه العوارض؛ فلعلّ أبرزها أنْ يستقيم حال الإنسان على وضعه المعتاد قبل الشعور بتغيّرات مريبة وغريبة، وأنْ تزول تلك الظواهر السلبية التي كانت تؤرّقه وتتعبه؛ فإنْ تعثّر أمر في حياته سيرى أنّ الأمر أصبح سهلاً وميسوراً، وإن كان يشكو ألماً زال هذا الألم، وإن كان يخيّل له أنّه يفعل الشيء وهو في الحقيقة لم يفعله سيزول هذا التّشتت في الذّهن، وتعود ذاكرته إلى طبيعتها، ويكون تركيزه وادراكه في وضع حسن.
ومن هنا كان تحصين النفس بالأذكار الشرعية المأثورة والرقية الشرعية الصحيحة خير معين للإنسان في حماية نفسه من شرور الإنس والجانّ، وعلى الصعيد الشخصي فإنّي -بحمد الله- متحرّر من كل هذه الأوهام التي لا أجد دليلاً يسندها، لذا لا أسمح لنفسي أن تنساق وراء ما لم يقم عليه دليل؛ وإلا ازدادت حيرتي واضطرب فكري.
هذه نصيحتي، والله تعالى أعلم.