أصابني احتلام اليوم، وأريد أن أغتسل من الجنابة ولكنني لم أجد ماءً ساخناً، وفكرت ما الحكمة من غسل الجنابة؟ وأريد أن أعرف كيف أغتسل من الجنابة إذا لم أجد ماء ساخن؟
0
أصابني احتلام اليوم، وأريد أن أغتسل من الجنابة ولكنني لم أجد ماءً ساخناً، وفكرت ما الحكمة من غسل الجنابة؟ وأريد أن أعرف كيف أغتسل من الجنابة إذا لم أجد ماء ساخن؟
0
0
حياك الله السائل الكريم، أسأل الله أن يهدينا وإياك إلى سواء السبيل، بدايةً الغسل من الجنابة أمر تعبديّ في الأصل، وأمر التعبّدات مبناها التوقيف والتسليم لله -تعالى- في حكمه، ولكن يمكن تلمُّس بعض، فإنّ الحكمة من غسل الجنابة هو أنّ الجنابة مُضعفة للبدن في الأصل؛ لأنّ نزول الماء بالجنابة يحتاج جُهداً يشعر بعده صاحبه بالفتور كما هو معروف، فيكون في الاغتسال تجديدٌ لنشاط البدن.
ثم إنّ في ذلك حِكَماً معنوية؛ فإنّ الجنابة لما كانت إثر شهوة فإنّ فيها حدثاً معنوياً -وإن لم يُحكم بالنجاسة ضرورة- وهذا الحدث شرّع لنا ربنا رفعه عنا بالاغتسال، فالجُنُب يشعر من نفسه قصوراً وفتوراً عن العبادة، فكان في رفعها خروجاً من الحدث المعنوي، وتجديد العلاقة مع الله -تعالى-، لذلك جاءت الأحاديث الكثيرة التي تحضُّ الجُنُب على المبادرة غلى الاغتسال.
إذا لم تجد ماءً ساخناً للاغتسال فهناك حالتين سأذكرهم لك فيما يأتي:
في مثل هذه الحال يُشرع لك التيمّم، جاء في الحديث عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: (أنَّ عَمرَو بنَ العاصِ كان على سَريَّةٍ، وذكَرَ الحديثَ نحوَه، [أيْ نحوَ حديثِ: احتَلَمْتُ في ليلةٍ باردةٍ في غَزوةِ ذاتِ السلاسِلِ، فأشفَقْتُ أنْ أغتَسِلَ فأهلِكَ، فتيمَّمْتُ...، قال: فغسَلَ مَغابِنَه وتوضَّأَ وُضوءَه للصلاةِ، ثم صَلَّى بهم , فذكَرَ نحوَه، ولم يذكُرِ التيَمُّمَ). "أخرجه أبو داوود، صحيح"
سكوت النبي -عليه الصلاة والسلام- فيه إقرار لعمرو بن العاص على فعله؛ لأنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يكست على باطل.
وإنّما فيه مشقة محتملة، ففي هذه الحال يلزمك الاغتسال به؛ لعدم الضرر المانع، والمشقة اليسيرة تُحتَمل في أداء العبادات.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.