كيف كان خالد بن الوليد يخوف الأعداء؟

حيّاك الله الأخ السائل ورزقك الشجاعة في ميادين الخير، قال رسول الله -عليه السلام-: (ألا أخبرُكم بمن يحرُمُ على النَّارِ وبمن تحرُمُ النَّارُ عليهِ على كلِّ هيِّنٍ ليِّنٍ قريبٍ سَهلٍ)، "أخرجه الترمذي، حسن" فإنّ إخافة وترهيب الأطفال لا علاقة له بشجاعة خالد بن الوليد مع الأعداء ولا غيره، ولا علاقة له بالإسلام أو بأخلاق نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان دوماً يلاطف الأطفال ويمازحهم.

وكما ثبت في الآثار كان -عليه الصلاة والسلام- يُلاعب أحفاده الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب، وكان يحمل في الصلاة حفيدته أمامة بنت العاص، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها -رضوان الله عليهم أجمعين-.

وكان لأنس بن مالك -رضي الله عنه- أخًا صغيرًا يقال له أبو عمير ولديه عصفور، فكلما رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له مُلاطفاً له: (يا أبا عمير، ما فعل النُغير)، "أخرجه البخاري، صحيح" والنُّغير هو الطائر الصغير، وكان أنس بن مالك يقول: (والله ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). "أخرجه مسلم، صحيح"

وهذه المواقف توضّح طريقة تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال، وهكذا يجب أن يكون المسلم، وأما عن تخويف خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقد كان للأعداء لا للصغار والمسلمين، فكان خالد يُخوّف الأعداء بشجاعته، وصموده، وصرامته، وحزمه في المعركة، وعبقريته في المواجهة، وفي وضع الخطط وتنفيذها.

وقد كان سديد الرأي، جريءٌ ومحنك، لا يهاب أحداً إلاّ الله -عز وجل-، وقد كتب رسالة إلى هرمز قائد الفرس مضمونها: "جئتكم بقومٍ يحبون الموت كما تحبون الحياة"، فرزقنا الله وإيّاك أخي الرحمة، واللِّين، والشجاعة في المكان المناسب والوقت المناسب، كما قال الله -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم). "سورة الفتح: 29"