2

كيف كانت الدولة العباسية في عصر النفوذ التركي؟

مرت الدولة العباسية بمراحل عديدة كما هو معروف، ومن هذه المراحل ما كانت فيه الدولة العباسية قوية، ومنها ما كانت فيه الدولة ضعيفة، وأريد معرفة كيف كانت الدولة العباسية في عصر النفوذ التركي؟

10:07 08 ديسمبر 2021 942 مشاهدة

2

إجابات الخبراء (1)

2

إجابة معتمدة
علاء الزرو
علاء الزرو . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة هانئة سالمين 10:07 08 ديسمبر 2021

حياك الله السائل الكريم، إنّ ماحصل في تاريخ الدولة العباسية أنّ قادة بعض القبائل التركية وجندهم قد تحكموا في الدولة وسيطروا على أغلب مناصبها العليا؛ كالديوان والجيش، فأصبحت ضعيفةً كجسدٍ مقيدٍ، تكاد لا تملك من أمرها شيئاً، وكانت هذه المرحلة من عمرها سنة "232-334هـ"،"847-946م"، فكانت بداية ما سمي بالعصر "العباسي الثاني" أو "النفوذ التركي"، لدرجة أنّهم كانوا يتدخّلون في تنصيبٍ أو عزلٍ للخليفة الذي لا يرضيهم.


بدأ هذا العهد مع موت الخليفة المتوكل وقتلهم له، سنة "247هـ" فبدأت السيطرة المُطلقة على الدولة وجيشها، وبدأت حالة من الفوضى السياسية والعسكرية، امتدت من سنة "247-256هـ"، في عهد أربعة من الخلفاء وهم: المنتصر، والمستعين، والمعتز، والمهتدي، فلم تكن هذه السيطرة لجند الأتراك بسبب ضعفٍ من هؤلاء الخلفاء الأربعة.


وإنّما سببه الحقيقي يعود أيام الخليفة المعتصم، وطريقته التي اعتمد فيها على جند الأتراك من خراسان، وغياب تواجد العنصر العربي تدريجياً، في الجيش والديوان ومناصب الدولة الكبرى، وجاء الخليفة الواثق سنة "227-232هـ"، فسار على نهج أبيه المعتصم، بتفضيل الأتراك، وزاد عليه أنه استخلف على السلطنة أشناس التركي، وألبسه وشاحين وتاجاً مجوهراً، مما أدى إلى زيادة الأمر سوءاً، واستفحل اختلال التوازن في الدولة العباسية وضعفها.


ولما توفي الواثق ولم يعهد بالخلافة إلى أحد، استقرّ رأيهم على تنصيب المتوكل سنة "232-247هـ"، متوقعين من الخليفة الجديد أنّه سيرضيهم كما كان من قبله، إلّا أنّ المتوكل تنبّه إلى هذا الأمر.


وبدأ جاهداً أن يُعيد الأمور إلى نِصابها الصحيح، ويُحدِث التوازن في الدولة والجيش، بحيث يضمن سيطرته عليها، فأخذ يستعين بالقبائل العربية، ويُدخل للجيش عناصر وفرق غير تركية، فوصل به الأمر إلى فكرة استئصال الأتراك.


إلّا أنّ الأتراك عمدوا إلى قتله؛ حفاظاً على مكتسباتهم ومصالحهم، فجاؤوا بابنه المنتصر "247-248هـ" فبدأ عهد تحكمهم المباشر في السلطة والدولة العباسية، فلم يكن أمام الخليفة المنتصر إلّا أن يتماشى معهم ويسايسهم.


ولمّا رآى طغيانهم، بدأ يفكر في التخلص منهم، فلمّا أحسوا منه ذلك قاموا بدس السم له فمات، ثم جاؤوا بأحد أبناء المعتصم المغمورين، ولقبوه بالمستعين سنة "248-252هـ".


وكان هذا الخليفة مٌنقاداً لأوامرهم، شديد الخوف على نفسه، فحصل خلاف بين الأتراك، فأصبح الخليفة حائراً بين إرضاء طرفين منهم لنزاعٍ وخلافات حصلت بين القادة الأتراك، وكان أهمّها خلاف وصيف ويغا ضد باغر بوجود الخليفة.


وانتهى الأمر بينهم إلى أن اتفق الخليفة ووصيف ويغا فقتلوا باغراً، فغضب لهذا جند الأتراك، فخاف المُستعين فهرب إلى بغداد ليستنجد بهم، فما كان من الجند الأتراك إلّا أن بايعوا المعتز بالخلافة، مع أنّ المستعين كان على قيد الحياة، فدامت حرب بين سامراء لنصرة الخليفة المعتز، وبين بغداد لنصرة المستعين، فانتصر أهل بغداد


وانتهى الأمر بينهم بمراسلاتٍ ومحاوراتٍ أدّت إلى تنازل المُستعين للمعتز، فما كان للمعتز إلّا أن يداهنهم في بداية الأمر، ثم فكر بالتخلص منهم بطلب العون من أمير خراسان، فبعث ابن عمه بالجند، فدخلوا سامراء بعددٍ كبير إلّا أنّ الأتراك استطاعوا إخراجهم، فاتفقّ الأتراك على خلع المُعتز، وتنصيب المهتدي خليفة مكانه.


إلّا أنّ المهتدي كان خليفةً قوياً جداً، فعمد إلى تقريب العلماء ورفع مكانتهم، وإبعاد كل مظاهر الغناء والشرب والفسق من سامراء، والاستناد إلى العامة، واستخدم مع الأتراك أسلوب التفريق وضرب بعضهم ببعض، فكاد أن ينجح بذلك إلّا أن الأتراك تنبّهوا لذلك.


وعاد قادة الأتراك فدخلوا سامراء ومنهم بابكيال، فأمر المهتدي باعتقاله وقتله فقتلوه، فهاج الأتراك لمقتل بابكيال، فأدّى إلى قتال، فاستنجد المهتدي بجنوده وبعوام الناس، وبسبب عدم وجود التنظيم بينهم، أدّى إلى غلبة جند الأتراك وقتل المهتدي، وبقي الحال هكذا إلى أن انتهى نفوذهم في الدولة العباسية سنة "343هـ/946م".

2

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع