وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك لانشغالك بالقراءة واكتساب العلم، أمّا بالنسبة لحادثة شقّ صدر النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فلعلّك تقصد حادثة الشق التي حدثت له في صغره؛ لكونك ذكرت أنّ جبريل قد غسل قلبه، وللعلم فقد قيل إنّ هذه الحادثة تكرّرت مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثلاث مرات[ [١] ]، أول ذلك مرة في صغره.
وقد ثبت ذلك في الأحاديث الصّحيحة، ففي الحديث الشريف الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ"[ [٢] ].
وكتب السيرة النبوية تذكر أنّ جبريل -عليه السلام- قد أزال العلقة السوداء من قلبه، وغسل قلبه بماء زمزم؛ إلّا أنّنا لا نعلم السبب والكيفيّة، فالقلب الذي يعدّ عضوًا في جسم الإنسان لا علاقة له بديانته واعتقاده، وأمّا العلقة المأخوذة من قلبه، فالمقصود بها قطعة دم متجمّدة.
فنحن علينا أن نؤمن بوقوع هذه الحادثة لصحتها سندًا ومتنًا، ونؤمن بما حدث فيها، وقال بعض العلماء أنّ العلقة التي أزالها جبريل هي:
- التي يوسوس الشيطان من خلالها للإنسان.
- وقيل بأنّها الجزء الذي يلمسه الشيطان عند ولادة كل إنسان.
- وغيرها من الاحتمالات.
ويبقى علمها عند الله -تعالى-، فلم يُذكر سبب غسل جبريل لقلب النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، إنّما ذُكر وقوع ذلك له.