ما أسماء المنافقين في غزوة تبوك؟

حياكم الله وتقبّل منكم، ونسأل الله أن تكونوا ممن حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، أما بالنسبة لسؤالك، فلا يوجد حديث أو أية تذكر أسماء جميع المنافقين الذين كانوا في غزوة تبوك، ولكن يوجد في سورة التوبة ذكرٌ لأوصافهم وأفعالهم وتأثيرهم على المسلمين قبل الغزوة وأثنائها وبعدها.

إذ كان للمنافقين حِراك في دعوة الناس لعدم الخروج للغزوة، أو في بث الفتن ومعصية أوامر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومحاولة قتله، أو استغلال غياب النبي؛ لبناء مسجد ضرار، قال -تعالى-: (والذِين اتخذوا مسجدا ضرارا وَكفرا وتفريقا بين المُؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أَردنا إِلا الحسنى وَالله يشهد إنَهم لكاذبون)، "التوبة:107"

وقد ذكر ابن هشام في سيرته تحت عنوان: "منْ اجتَمعَ إلى يَهُود من مُنافقي الأنصار" بعض أسماء المنافقين لكن دون تحديد أنهم منافقون تبوك، ومنهم:

1. جُلَاس بن سويد بن الصامت.
2. الحارث بن سويد بن الصامت.
3. بُجاد بن عثمان بن عامر.
4. نبتل بن الحارث.
5. أبو حبيبة بن الأزعر.
6. وديعة بن ثابت.
7. خِذام بن خالد.
8. عمرو بن مالك بن الأوس.
9. كعب بن الحارث بن الخزرج.
10. الضحاك بن ثابت.
11. رافع بن وديعة.
12. زيد بن عمرو.
13. عمرو بن قيس بن عمرو بن سهل

لذلك لا عجب أن سُميت سورة التوبة بالمُخزية والفاضحة؛ لأنها فضحت أهل النفاق، وميزت الصادق من الكاذب ^[١] ، ولا حاجة لنا بمعرفة الأسماء، فبعد معرفة صفاتهم وخطرهم على المجتمع الإسلامي، نحذر من شرهم في كل زمان ومكان.

وقد ورد في السيرة أنّ رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول كان زعيم المنافقين في معركة تبوك، وأنّ عددهم كان ثمانين تقريباً ^[٢] ، وأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرّ لحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، وأخبره بأسماء المُنافقين؛ وقد لُقِّب حذيفة بن اليمان بصاحب سرِّ النبيَّ -عليه الصلاةُ والسلام-.

حيّاك الله أخي الكريم، لقد جاءت غزوة تبوك لتكشف للنبي -صلى الله عليه وسلم- المنافقين الذين كانوا يُظهرون الإيمان ويكتمون النّفاق بداخلهم، وقد فضحت سورة التوبة صفاتهم كما في قوله -تعالى-: (وَمِنهُم مَن يَقولُ ائذَن لي وَلا تَفتِنّي أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَةٌ بِالكافِرينَ). "سورة التوبة: 49"

وبالنسبة لذكر أسمائهم؛ فقد أخبر الله -تعالى- بها نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولم يخبر رسول الله بها أحداً من المسلمين ما عدا حذيفة بن اليمان، ولذا لُقّب بصاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى كان المسلمون من بعدها ينظرون إن كان قد صلى على من مات من المسلمين أم لا، فإن صلى عليه فليس بمنافق، وإن لم يصلّ عليه فقد كان من ضمن المنافقين.

ومن الجدير بالذكر أنّ ليس كل من تخلّفوا عن غزوة تبوك دخلوا في النفاق؛ فالصحابة الثلاثة الذين تخلّفوا عن الغزوة وورد ذكرهم في القرآن الكريم هم من خيرة الصحابة، وقد نزلت توبتهم بعدما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وعفا الله عنهم لصدقهم وصدق إيمانهم.

وإخفاء النبي -عليه الصلاة والسلام- لأسماء المنافقين له حكمة؛ حيث كانوا يظهرون الإيمان ويخفون النفاق، ويصلون مع النبي ويغزون معه الغزوات، فلو ذكر النبي أسماءهم وأمر بقتلهم لقالت قريش: إن محمداً يقتل أصحابه والمقربين منه، ولخاف الناس من الدخول في الإسلام.

^{[١] [٢] [٣]}