3

ما المقصود بمعركة المدائن ضد الفرس؟

كنت البارحة أشاهد برنامجاً يتحدث عن التاريخ الإسلامي، وقد ذكر اسم معركة المدائن التي كانت ضد الفرس، ولكني لم أفهم ما المقصود بمعركة المدائن، وهل المدائن عبارة عن اسم لمكان أم اسم لمعركة؟ فهل من الممكن توضيح ما المقصود بمعركة المدائن ضد الفرس؟

13:50 04 نوفمبر 2021 399 مشاهدة

3

إجابات الخبراء (1)

3

إجابة معتمدة
حمزة مشوقة
حمزة مشوقة . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة آسيه الشياب 13:50 04 نوفمبر 2021

حياكم الله السائل الكريم، وزادك الله من علمه وفضله، المدائن هي عاصمة الدولة الفارسية، وهو اسم عربي، وكانت تتكون من سبع مدن، وكان لها أهمية استراتيجية في ذلك العصر.


وقد تقدم الجيش الإسلامي بعد الانتصار في معركة القادسية سنة 14 للهجرة إلى المدائن، وكان القائد العام الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وقد اجتمع عنده من الجيوش 60 ألف مقاتل.


وكانت مدينة (بهر سير) وهي غرب نهر دجلة، أول المدن التي فتحها الجيش الإسلامي، وقد دام حصار المسلمون لها شهرين، فأشار بعض الذين أسلموا من الفرس عليهم استخدام المنجيق، وضرب الجيش الإسلامي أسوار (بهر سير) بالحجارة، واستمروا بدك الأسوار حتى حاول أهلها الاستسلام وإغراء المسلمين بالجانب الغربي من نهر دجلة مقابل أن يبقى الفرس في الجانب الشرقي، فرفض سعد هذا العرض.


واستمر بضرب الأسوار، فهرب الفرس من المدينة إلى المدينة التي تقع غرب دجلة (إسفانير)، ودخل الجيش الإسلامي مدينة (بهر سير) فوجدها خالية، فأخذوا ما فيها من كميات ضخمة من عتاد وسلاح.


وزحف الجيش الإسلامي على كل المدينة، ووصلوا إلى الشاطئ الغربي لنهر دجلة، ونظروا إلى الشاطئ الآخر، فرأوا القصر الأبيض "إيوان كسرى"، وصاح ضرار بن الخطاب: "الله أكبر، هذا أبيض كسرى، هذا ما وعدنا الله ورسوله"، وهو يتذكر ما بشّرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق من فتح إيوان كسرى.


جمع الفرس السفن الموجودة على محيط نهر دجلة حتى لا يستطيع المسلمون الوصول إلى الضفة الغربية، وأشار بعض الذين أسلموا من الفرس على سعد بن أبي وقاص أن يعبر الجيش الإسلامي النهر من إحدى المخاضات التي يمكن أن يسير فيها الجيش، ففكّر سعد بهذا القرار وتريّث واستخار، ثم قرّر عبور النهر من إحدى هذه المخاضات.


وعبر الجيش الإسلامي النهر، وكان في مقدمّته كتيبة (الأهوال) مكونة من 600 مقاتل، وعلى رأسهم القائد عاصم بن عمرو التميمي، واشتبكوا مع الجيش الفارسي، وتميّز الرماة بقدراتهم الفذّة، ففقأت كتيبة الأهوال أعين الفرسان، فقُتل بعضهم وفرّ البعض الآخر، فألحقت كتيبة الأهوال الهزيمة بالمقاتلين الفرس الذين حاولوا التصدّي لهم قبل الوصول إلى الشاطئ.


وسار الجيش الإسلامي إلى الشاطئ الغربي ووصل لمدينة (إسفانير)، فهرب كسرى الفرس، وتسلقت كتيبة الأهوال أسوار المدينة وفتحت أبوابها للمسلمين، وحين دخلها الجيش الإسلامي لم يجد أحدًا من الفرس أمامهم، وبعدها حاصروا القصر الأبيض (إيوان كسرى) حتى استسلم من فيه من بقية الفرس وقبلوا بدفع الجزية بعد أن خيّرهم المسلمون بين الإسلام أو دفع الجزية أو القتال.


ودخل سعد بن أبي وقاص القصر الأبيض وصلى صلاة الفتح -وهي صلاة فردية تصلى ثماني ركعات دون تسليم بينها-، ثم صلى المسلمون صلاة الجمعة، وكان ذلك يوم الجمعة 19 صفر من سنة 16 للهجرة.


وبذلك أصبحت المدائن إحدى مدن المسلمين، وقد كانت معركة المدائن عامل قوة في انتشار الإسلام في بلاد فارس ودخول كثير من أهلها في الإسلام؛ بسبب حسن أخلاق المسلمين وعدالتهم في الحكم والإدارة.

3

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع
أسئلة ذات صلة