أود السؤال عن تفسير آية تتحدث عن المكر، دائمًا أسمع آية: ويمكرون ويمكر الله، والبعض يقولها بالمعنى فيقولون: يكيدون ويكيد الله، فهل هذا صحيح؟ وما معنى يكيدون ويكيد الله؟
0
أود السؤال عن تفسير آية تتحدث عن المكر، دائمًا أسمع آية: ويمكرون ويمكر الله، والبعض يقولها بالمعنى فيقولون: يكيدون ويكيد الله، فهل هذا صحيح؟ وما معنى يكيدون ويكيد الله؟
0
-1
حيّاك الله السائل الكريم، بداية لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الله -عزَّ وجل- متصف بصفات الكمال والجلال؛ كالعلم، والسمع، والبصر، والغنى، والقدرة، والقوة، والعزة، ومُنزَّه عن النقائص والأرذال؛ كالولد، والتعب، والفقر، والصاحبة.
ومن القواعد المعلومة المتفق عليها في باب صفات الله -تعالى- أنَّ صفات المولى لا تماثل صفات المخلوقين بحال، ومن الآيات الدالة على ذلك:
وصفات الله -تعالى- تنقسم إلى قسمين:
أمّا المكر فقد ورد في قوله -تعالى-: (وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيرُ الماكِرينَ)، "سورة الأنفال: 30" وهو صفة مدح لا ذم؛ إذ إن المكر المذموم هو المكر الذي يسبب أذى، وفتنة، وكذب، وتضليل، أما إن كان المكر بمقابلة من يمكر فهي صفة مدح؛ لأنَّ ذلك يقتضي القوة، والفطنة، ولذلك قال الله في نهاية الآية: (وَاللَّـهُ خَيرُ الماكِرينَ)، فمكرُهُ -سبحانه وتعالى- هو مكر خير.
وقد ورد المكر في في آيات أخرى، قال الله -تعالى-: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، "سورة آل عمران: 54" وقال -تعالى-: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). "سورة النمل: 50"
وأمَّا قوله -تعالى-: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا)، "سورة الطارق: 15-16" فمعناها أنَّ كفَّار قريش يكيدون للرسول -صلّى الله عليه وسلم- كيداً عظيماً، لينفِّروا الناس عن دعوته، ولكنَّ الله يكيد كيداً أشدَّ وأعظم، والكيد عرّفه العلماء بأنه: التوصّل بالأسباب الخفية إلى الإيقاع بالخصم.
فالحاصل أنَّ المكر والكيد لا يتصف بهما الله على الإطلاق، وإنَّما على سبيل المقابلة، والله تعالى أعلم.
-1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.