0

ما معنى يكيدون ويكيد الله؟

أود السؤال عن تفسير آية تتحدث عن المكر، دائمًا أسمع آية: ويمكرون ويمكر الله، والبعض يقولها بالمعنى فيقولون: يكيدون ويكيد الله، فهل هذا صحيح؟ وما معنى يكيدون ويكيد الله؟

12:07 28 ديسمبر 2021 3713 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

-1

إجابة معتمدة
أحمد أبو موسى
أحمد أبو موسى . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة رنا عتيق 12:07 28 ديسمبر 2021

حيّاك الله السائل الكريم، بداية لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الله -عزَّ وجل- متصف بصفات الكمال والجلال؛ كالعلم، والسمع، والبصر، والغنى، والقدرة، والقوة، والعزة، ومُنزَّه عن النقائص والأرذال؛ كالولد، والتعب، والفقر، والصاحبة.


ومن القواعد المعلومة المتفق عليها في باب صفات الله -تعالى- أنَّ صفات المولى لا تماثل صفات المخلوقين بحال، ومن الآيات الدالة على ذلك:


  1. قال الله -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). "سورة الشورى: 11"
  2. قال -تعالى-: (فَلا تَضرِبوا لِلَّـهِ الأَمثالَ إِنَّ اللَّـهَ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ). "سورة النحل: 74"
  3. قال -تعالى-: (وَلِلَّـهِ المَثَلُ الأَعلى وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ). "سورة النحل:60"


وصفات الله -تعالى- تنقسم إلى قسمين:


  1. صفات يتصف الله بها على الإطلاق؛ ومن أمثلتها ما ذكرته آنفاً.
  2. وصفات لا يتصف بها الله إلَّا على سبيل المقابلة؛ ومن هذا النوع صفتا المكر، والكيد.


أمّا المكر فقد ورد في قوله -تعالى-: (وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيرُ الماكِرينَ)، "سورة الأنفال: 30" وهو صفة مدح لا ذم؛ إذ إن المكر المذموم هو المكر الذي يسبب أذى، وفتنة، وكذب، وتضليل، أما إن كان المكر بمقابلة من يمكر فهي صفة مدح؛ لأنَّ ذلك يقتضي القوة، والفطنة، ولذلك قال الله في نهاية الآية: (وَاللَّـهُ خَيرُ الماكِرينَ)، فمكرُهُ -سبحانه وتعالى- هو مكر خير.


وقد ورد المكر في في آيات أخرى، قال الله -تعالى-: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّـهُ وَاللَّـهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، "سورة آل عمران: 54" وقال -تعالى-: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). "سورة النمل: 50"


وأمَّا قوله -تعالى-: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا* وَأَكِيدُ كَيْدًا)، "سورة الطارق: 15-16" فمعناها أنَّ كفَّار قريش يكيدون للرسول -صلّى الله عليه وسلم- كيداً عظيماً، لينفِّروا الناس عن دعوته، ولكنَّ الله يكيد كيداً أشدَّ وأعظم، والكيد عرّفه العلماء بأنه: التوصّل بالأسباب الخفية إلى الإيقاع بالخصم.


فالحاصل أنَّ المكر والكيد لا يتصف بهما الله على الإطلاق، وإنَّما على سبيل المقابلة، والله تعالى أعلم.

-1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع