ما هو الدعاء المستجاب للزواج في ليلة الجمعة بسرعة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسأل الله العظيم أن يقرَّ عينك بالزوج الصالح المصلح الذي يعينك على أمر دينك ودنياكِ، واعلمي أخيتي الكريمة أنَّ منع الله عطاء مثلما أن عطاءه عطاء؛ وأنّ الله لا يؤخر أمرًا إلا لحكمةٍ؛ لذلك عليكِ بالرضا والتسليم لأمر الله تعالى.

واعلمي أختي الكريمة أنَّ في يوم الجمعة ساعةٌ لا يردُّ في الدعاء، وقد تباينت آراء أهل العلم في تحديد تلك الساعة، فمنهم من قال إنَّها تبدأ بجلوس الإمام على المنبر إلى انقضاء الصلاة، ومنهم من قال إنّها في آخر ساعةٍ من نهار الجمعة، فعليكِ الاجتهاد بالدعاء في هذه الساعات.

أمَّا بخصوص الدعاء، فليس هناك دعاء مخصوصٌ لاستعجال الزواج، بل يُمكنك الدعاء بما شئتِ من صيغٍ؛ إذ إنَّ ذلك أحرى للإجابة لما فيه من إظهار افتقارك لله، وعليكِ عدم استعجالٍ الإجابة؛ ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي أورده البخاري في صحيحه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي).

واعلمي أخيتي الكريمة أنَّ الدعاء لا بدَّ أن يكون خارجًا من قلبٍ واثقٍ بالله يُحسن الظنَّ به؛ لذلك احرصي على التوجه إلى الله -عزَّ وجلَّ- بصدقٍ عند الدعاء أكثر من حرصك على صيغةِ الدعاء، بل إنَّ ترديدك لدعاءٍ مخصوصٍ كما طلبتِ قد يشغل قلبك عن التوجه بصدق إلى الله.

كما أنصحكِ بالإكثار من الاستغفار؛ إذ إنَّه سببٌ في الإمداد بالأولادِ، ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)،[نوح:10-12] ومعلومٌ أنَّ المرأة لا يُمكن أن تحمل من غير زواجٍ، وبذلك يكون الاستغفار سببٌ من أسباب الزواج.

اعلمي يا أُختي الكريمة أنُّه لا يوجد ما يُسمّى بدعوة غير مُستجابة؛ لأن الدعوة المُحقِّقة لشروطها أما تُستجاب في وقتها أو يكُفّ الله عنكِ سوءً بها أو يَدَّخِرها لكِ بالآخرة، وأما بخصوص سؤالك عن دُعاءٍ مُستجاب في ليلة الجُمعة فلم يرد فيه نصُ حديثٍ ولا آيةٍ تُخصَّص لمثل هذه الغاية، ودعاء الجُمعة الذي سمعته إنما يُقصد به ساعة الإستجابة التي أخبر عنها الرسول -عليه الصلاة والسلام- في يوم الجمعة ولا يُقصد به نوعٌ مُعين من الدُعاء.

وسأعرض لك بعض ما جاء في القرآن الكريم من الآيات والأدعية المذكورة فيه ما يُساعد في تيسير الأمور وعلى قضاء الحوائج بإذن الله تعالى:

1. دعاء يونس -عليه السلام- الذي دعا به وهو في بطن الحوت

حيث قال الله -تعالى-: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيه فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، "الأنبياء: 87-88" وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له). "أخرجه الترمذي، صحيح"

1. التسبيح من أسباب قضاء الحوائج

وتأكيداً على هذا المعنى يقول المولى -عزّ وجلّ-: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِح بحمدِ رَبشكَ وَكُنْ مِنْ الساجِدين). "الحجر:97-98"

1. دعوة موسى -عليه السلام-

حيث دعا ربّه -سبحانه- يوم أنْ كلّفه بالرّسالة ودعوة فرعون، قال -تعالى-: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)، "طه/ 25-27" ويمكن للمسلم أن يدعو الله بها بنيّة تسهيل الأمر وقضاء الحاجة.

كما يمكنك أن تدعو الله -سبحانه- بما يفتح عليك من الأدعية، ومن ذلك:

1. اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، بيدك كل الخير إنّك على كلّ شيء قدير
2. اللهم ارحمني رحمةً تغنيني بها عن رحمة من سواك يا رب العالمين.
3. اللهم ازرقني زواجًا قريبًا صالحاً يكون لي فيه الطمأنينة والسكينة والعفاف عن كل حرام.
4. اللهم يَّسر لي زواجاً قريباً عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.
5. اللهم أسألك أن تعجّل أمر زواجي، واجعل لي فيه السعادةً التي تملئ قلبي إنَّك على كل شيء قدير.