أنا امرأة استلفت من أم زوجي بعض النقود على أن أعيدها لها حين توفرها معي، ولا يعلم أحد بالدين إلا أنا وزوجي، وتوفاها الله بعدها بمدة قصيرة، فما هو حكم الدين بعد وفاة الدائن؟
0
أنا امرأة استلفت من أم زوجي بعض النقود على أن أعيدها لها حين توفرها معي، ولا يعلم أحد بالدين إلا أنا وزوجي، وتوفاها الله بعدها بمدة قصيرة، فما هو حكم الدين بعد وفاة الدائن؟
0
0
أهلاً ومرحباً بكِ أختي الكريمة، رحم الله أمَّ زوجك رحمةً واسعةً، وغفر لها وجعلها من ورثة الفردوس الأعلى، اعلمي أختي الكريمة أنَّ عليكِ إعادةَ المالَ الذي استلفتيه من أمِّ زوجكِ عند توفره معكِ؛ إذ إنَّ الدينَ لا يسقطُ عن الدائنِ بموتِ المدينِ.
وفي هذه الحالةِ يتمُّ دفعُ المالِ لورثتها؛ إذ إنَّ المالَ الذي يتركه الميِّت سواء ما كان في ذمّته، أو ما كان في ذمّةِ غيره من الدائنين، هو حقٌ للورثةِ، ولا يسقطُ عنكِ إلا إن سامحكِ هؤلاءِ الورثةِ بهذا المال عن طيب نفسٍ منهم.
واعلمي أختي الكريمة أنَّ عدمَ علمِ أحدٍ بهذا الدينِ، لا يُسقطُ عنكِ أداءه، بل إنّه في هذه الحالة أصبحَ بمثابة الأمانةِ، وعليكِ أداءَ هذه الأمانة كما أمر الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيد، حيث قال الله -تعالى-: (فَإِن أَمِنَ بَعضُكُم بَعضا فَليُؤَدِّ الَّذِي اؤتُمِنَ أَمَنَتَهُۥ وَليَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ). "البقرة: 283"
بل إنَّ عدمَ علمِ أحدٍ بهذا المال قد يكونُ أصعبُ عليكِ؛ إذ إنَّه يكونُ بمثابةِ ابتلاءٍ من الله لكِ واختبارٍ منه لأمانتكِ؛ وذلك لأنَّه لن يُطالبك بهذا المبلغِ أحدٌ من الورثةِ، وبذلك يُفتح الباب أمامَ الشيطانِ بشكلٍ أكبرٍ وأوسع، فيُحاول إغوائكَ وتوجيهكِ للصمتِ وعدمِ إخبارِ الورثةِ بهذه الأمانة، وبالتالي سيغويكِ بعدمِ أدائها، وهنا يكون الاختبارُ الحقيقيّ لإيمانك وأمانتك.
لذلك عليك الحذر أيتها الكريمة من حبالِ الشيطان، واحذري مراوغته لكِ بعدمِ إرجاعِ هذا المالِ لمُستحقِّيه لعدمِ علمهم فيه وعدمِ مطالبتكِ به، وتذكري الحديث الذي رواه أبي حرة الرقاشي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (لا يَحِلُّ مالُ امرِيءٍ مُسلمٍ إلَّا بِطِيبِ نفسٍ مِنهُ). "أورده الألباني بإسنادٍ صحيح في كتاب صحيح الجامع"
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.