ما هي آية الاستيقاظ لصلاة الفجر؟

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، أسأل الله لكم الشفاء من كل داء، وأن يكتب لكم أجر الصبر على مشقة المرض، اعلمي بارك الله فيكِ أنه لم يرد في السنة المطهرة أو في كتاب الله دليل ينص على أن تلاوة آية معينة من كتاب الله تجعل المسلم يستيقظ لصلاة الفجر.

إلا أن الالتزام بأذكار النوم وآدابه الواردة في السنة النبوية؛ كالنوم على طهارة، وذكر لله -تعالى-، لا شك أنها تبعث النشاط والهمة لترك الفراش والمبادرة إلى أداء هذه الفريضة المباركة، ومن هذا ما ورد في السنة النبوية أن السيدة فاطمة وسيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- سألا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبعث إليهما بخادم يعينهما على قضاء شؤونهما، فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين، وتسبحا ثلاثا وثلاثين، وتحمدا ثلاثا وثلاثين، فهو ‌خير ‌لكما ‌من ‌خادم) حديث صحيح أخرجه البخاري، وقال بعض أهل العلم إن في هذا الحديث إشارة إلى أن المحافظ على هذه التسبيحات يعوّضه الله من الهمّة والقوّة في جسده ما يغنيه عن حاجته لخادم.

إضافة إلى الأخذ بالأسباب الأخرى، مثل:

1. ضبط المنبه.
2. شرب كمية كافية من الماء.
3. عزم النية.
4. الشعور بقدر ومكانة هذه الصلاة العظيمة.

فهذا ما كان عليه دأب الصحب الكرام، ومن ذلك ما ورد في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين طُعن، فكان يُغمى عليه من الألم، فلا يسمع من حوله، فقال رجل: "إنكم لن تفزعوه إلا بالصلاة، قال: فقلنا: ‌الصلاة ‌يا ‌أمير ‌المؤمنين قال: ففتح عينيه فقال: أصلى الناس؟ قلنا: نعم، قال: أما إنه لا حظ في الإسلام لأحد أضاع الصلاة، ثم صلى وجرحه يثعب دما".

وقد قيل إن تلاوة خواتم سورة الكهف وأوائل سورة المزمل على هذه النية قد يعين على تلبية هذه الحاجة.

والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.