ما هي فضائل المولد النبوي؟

أشكرك على سؤالك واهتمامك في معرفة فضل المولد النبوي الشريف، ولماذا يحتفل فيه المسلمين ويظهرون فيه السرور والفرح، والجواب هو أن اليوم الذي ولد فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس ذكرى ولادة عادي؛ بل هو يوم ولادة التغيير وتاريخ بناء خير أمة بولادة خير نبي.

إذاً فشرف وفضل هذا اليوم مرتبط بشرف الرسالة التي حملها وبلغها المولود فيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإذا كنا نسعد ونحتفل عندما نرزق بطفل أو حفيد، فما مقدار سعادتنا بميلاد نبي الله الذي لولاه لبقينا في الظلمات.

ومن فضل المولد النبوي:

1. أن بميلاده بدأت حضارة تقوم على العدالة والأخلاق، فهذا مولد متمّم رسالة عيسى وموسى وإبراهيم -عليهم السلام-، و انتهت الجاهلية فيها من عادات ظالمة تقوم على تعظيم القبائل والتجارة وظلم المرأة وأكل حق الضعيف.
2. بميلاده انتهت موجات الفتن والحقد بين طبقات المجتمع، وذلك عندما أمر-عليه السلام- بإعطاء الفقير من مال الغني، ونهى القوي عن استعباد الضعيف.
3. ميلاده يعني انتشار نور الإيمان والتوحيد، والخروج من ظلمات الكفر وعبادة الأصنام.
4. ميلاده هو ميلاد الرسالة العالمية التي وصلت لملايين البشر، وغيرت الحياة ونظمتها بشرائع تصلح لكل زمان ومكان، بمبادئ الرحمة والعدل والإنسانية وتحمل المسؤولية.

وبعد النظر إلى ميلاد النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الزاوية، سندرك أه هذا خير يوم مر على البشرية، وسنذكر من الفضائل ما لا يعد، وسنجد في ذكرى الميلاد النبوي فرصة للوقوف مع صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته، والتعلم منه والاقتداء به، وتجديد حبه في القلوب.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، زادك الله حرصًا على تقربك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باتباع سننه، وفيما يأتي ذكر بعض الفضائل العائدة على الأمة الإسلامية بمرور ذكرى مولد خير البشرية -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:

1. تذكّر سيرته -صلى الله عليه وسلّم-، وتذكير النّاس بها.
2. استشعار مولد من نُبّئ به الأنبياء قبل مجيئه.
3. استشعار حصول حادثة انشقاق القمر، والتي تعدّ من علامات اقتراب الساعة.
4. استشعار اللحظة التي بها شق النور لمولد من جاهد في سبيل تحقيق الخير للبشرية.

بالإضافة إلى غير ذلك الكثير من الفضائل التي لا تفارق ذكراه -صلى الله عليه وسلم-، والعلم والمعرفة أول طريق لتعظيمه -صلى الله عليه وسلم-، فمن الأمور التي يمكن للمسلم أن يقوم لها ليحقق حسن إحياء ذكرى مولده -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:

1. التعمق في دراسة سيرته -صلى الله عليه وسلم- وجعلها منهاجًا له في حياته.
2. الحرص على تطبيق سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا سيّما المهجور منها.
3. الدفاع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
4. الحرص على استغلال كل مسلم لموقعه في الحياة العملية للتعريف بسيرة رسول الله؛ المعلم لتلاميذه، والآباء لأبنائهم.
5. القيام بنشر مقتطفات من سيرته ومن سننه على مواقع التواصل الاجتماعي.
6. نشر أهمية التعامل بالتقويم الهجري، وربط ذلك بالعبادات الموجودة في بعض الأشهر الهجرية؛ كصيام رمضان، وأداء زكاة، وأداء مناسك الحج.
7. التعاهد على أن يكون للمسلم ورد يومي من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلّم-.

وغير ذلك الكثير من الأمور التي يمكن للمسلمين استثمارها في يوم ذكرى مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يأتي عام إلّا ونحن أقرب إلى منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من الأعوام السابقة.

واعلم أخي العزيز بأن خير طريقة لتحقيق فضل القيام بإحياء ذكرى مولد نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلّم- هو أن تقوم بالتعرف على سيرته من خلال القراءة في الجهود المبذولة في هذا الباب، ومن الكتب العظيمة التي كتبت عن سيرته -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:

1. كتاب الرسول لسعيد حوى.
2. السيرة النبوية لابن هشام.
3. الرحيق المختوم للمبار كفوري.
4. الروض الأنف في شرح السيرة النبوية.
5. اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون.

وفي نهاية الأمر أرى بأنّه يجب التنويه على عدم جواز ابتداع أمور في المولد النبوي، أو الإنكار على من لا يُحيي هذه الذكرى، فآراء العلماء متعدّدة في هذا الباب، ومن يتّبع باب الإجازة فليعلم بأن من أجازه من العلماء وضع ضوابط لإحياء ذكراه -صلى الله عليه وسلم-، مع إنكارهم على من ابتدعوا في ذكراه ما لا يرضي الله -تعالى- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

هذا والله تعالى أعلم.