ما هي قصة الإمام مالك وزوجته والدقيق؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أخي الكريم، وأسأله تعالى أن يحبب إلينا عباده الصالحين وذكر سيرهم وأخبارهم، فقد روي عن سفيان بن عيينة قوله: "عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات" نقله الزين العراقي عن ابن الجوزي في صفة الصفوة. وفيما يتعلق بسؤالك عن قصة الإمام مالك مع زوجته والدقيق، فإنها قصة يتداولها القصاص والعوام وينسبونها للإمام مالك بن دينار.

يُحكى فيها أن زوجة مالك بن دينار كانت شديدة معه، وكان يحدّثه الناس في طلاقها، فيقول: أصبرعليها كي لا يُبتلى بها غيري فتفتنه وتفتتن هي، وكان من قصتها معه في الدقيق أنها أعطته كيساً وقالت له أن يأتيها بالدقيق، وكان لا يملك سوى بضعة دراهم ذهبت منه في طريقه لإحضار الدقيق حين رأى جارية صغيرة تبكي لضياع دراهمها، وتخشى عقوبة والدتها.

فتبرّع لها بما معه، ومضى في طريقه إلى المسجد متوكلاً على خالقه، وأخذَ يصلي على النبي بقوله: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد بقدر حبك فيه، فرّج بجاهه عندك ما أنا فيه، رب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه"، حتى صلى العصر، وفي طريق عودته إلى زوجته مرّ بصديق له نجارٍ، فملأ له من نشارة الخشب في الكيس كي يستخدمه في موقد الطبخ.

ومضى ابن دينار إلى زوجته، ووضع الكيس عندها، وعاد إلى المسجد يصلّي على النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى صلى العشاء، ثم رجع مساءً قافلاً إلى زوجته، فوجدها قد جهزت الخبز، فسألها: من أين لك الدقيق؟ فقالت من الكيس الذي أحضرته، فلما بات في الليل شاهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول له: "من سأل الله بالصلاة على رسول الله لا يخيب".

هذا هو ملخّص القصة، ولم أقف عليها في مرجع أو كتاب، ومثلها كثيرمن القصص تُنسب لمالك بن دينار وغيره، وأظن أن في القصص الثابتة في الكتب الموثقة؛ ككتب السيرة، والتراجم، وكتب ابن الجوزي، وكتاب صور من حياة الصحابة، وصور من حياة التابعين، وغيرها ما يُغني عن سرد القصص غير الموثوقة والتي قد يكون فيها شيء من الخطأ والتأليف في نسبة ما لا يصح لعباد الله وأوليائه الصالحين.