عندي عدة أسئلة عن الحملات الصليبية التي قادتها دول الغرب على الدول الإسلامية، وخاصة الحملة الصليبية الأولى، من هي الدول التي قامت بهذه الحملة؟ وما هي نتائج الحملة الصليبية الأولى؟
-1
عندي عدة أسئلة عن الحملات الصليبية التي قادتها دول الغرب على الدول الإسلامية، وخاصة الحملة الصليبية الأولى، من هي الدول التي قامت بهذه الحملة؟ وما هي نتائج الحملة الصليبية الأولى؟
-1
0
حياكم الله السّائل الكريم، وزادكم الله علما ومعرفة، اعلم بدايةً أنّ الحملة الصليبية الأولى انطلقت سنة 1095م بدعوة من البابا أوروبان الثاني في جنوب فرنسا من أجل احتلال القدس والأراضي المقدسة من المسلمين، واجتمعت الحشود الصليبية في خمسة جيوش، تحرك كل جيش منها منفردا وتجمعوا في القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية سنة 1907م.
ثم زحفت هذه الجيوش إلى أراضي بلاد الشام التي كانت تحت حكم السلاجقة، وكانت هذه الحملة قد سُبقت بحملة صليبية سميت بِـ (حملة الفقراء)، وسمّيت بذلك بسبب قلّة الفرسان فيها وعدم تنظيمها، وكان عدد المقاتلين فيها 25 ألف مقاتل، وقضى عليهم السلاجقة سنة 1099م، وقد نتج عن الحملة الصليبية الأولى النتائج الآتية:
حيث سار الجيش الصليبي من القسطنطينية إلى نيقية عاصمة سلاجقة الروم، وحاصروها حتى استسلمت المدينة لهم، ثم زحفوا بعد ذلك حتى تقابلوا مع جيش السلاجقة في معركة ضورليم.
وانتصر فيها الصليبيون ثم تابعوا الزحف حتى دخلوا قونية، وبذلك خسر السلاجقة ما كسبوه خلال عشرين سنة منذ معركة ملاذكرد، واستطاع الإمبراطور البيزنطي -بالتعاون مع الجيش الصليبي- أن يسيطر على الجزء الغربي من الأناضول.
زحف الجيش الصليبي من الأناضول إلى بلاد الشام، وفي الطريق استغاث أمير الرها بالجيش الصليبي -وكان أميرها أرمنيا-، فانطلق 80 فارس من الجيش ووصلوا مدينة الرها، وخلعوا حاكمها بطريقة ماكرة.
وسار الجيش الصليبي الرئيسي نحو أنطاكية، وحاصرها لمدة ثمانية أشهر، ثم دخلوها بعد خيانة من داخل المدينة، ثم ساروا جنوبا حتى وصلوا طرابلس، وهناك صالحهم حاكمها على دفع الجزية لهم، ثم زحفوا نحو بيت المقدس.
وذلك بعد حصار دام أكثر من أربعين يوماً، ووصول إمدادات صليبية من جنوبه إلى يافا محمّلة بمؤنٍ وأسلحةٍ وآلات صناعة أبراج الحصار، فعندما دخلها الصليبيون سابقا عاثوا فيها فساداً، وقتلوا ما يقارب سبعين ألف مسلم بما فيهم الأبرياء؛ كالنساء، والأطفال، والعلماء، والعباد.
ثم بعد احتلال بيت المقدس تتابع سقوط كثير من المدن الفلسطينية بيد الصليبيين؛ مثل نابلس ويافا واللد والرملة وطبرية، وبسبب نقص أعداد المقاتلين في مملكة بيت المقدس قام ملكها بالتصالح مع بعض المدن المحصنة، مثل عكا وقيسارية وعسقلان.
وهي إمارة الرها (1098-1150)، وإمارة أنطاكية (1098-1287)، ومملكة بيت المقدس (1099–1291)، ثم تأسست بعد ذلك إمارة طرابلس (1102-1289).
وقد اشتُهر في كثير من الدراسات المعاصرة والمناهج المدرسية تسمية تلك الحروب التي حدثت في تلك الحقبة الزمنية بالحروب الصليبية، ولكن هذه التسمية لم نجدها عند كبار المؤرخين المسلمين الذين عاصروا هذه الأحداث؛ كابن الأثير، وابن شداد، والمقريزي، وابن تغري بردي،
بل وصفوها بحرب الفرنج؛ لأنهم عرفوا أن هذه الحركة كانت استيطانية عدوانية اتّخذت من الديانة المسيحية ستاراً ظاهراً لها، وقد أوذي منها المسيحيون الشرقيون في بلاد الشام ومصر، ولذلك ينبغي الانتباه إلى أنّ إطلاق هذه التسمية لا تعني أنها كانت حرباً دينية بين أتباع ديانتين، بل كان لها أهداف سياسية واقتصادية.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.