من أول من وضع علم التجويد؟

حياك الله أخي الكريم، فالتأليف في علم التجويد لم يكن مستقلاً بذاته من الناحية النظرية والعلمية، في بدايات ظهور وتأسيس العلوم الشرعية، إلا أنه قد تطرق بعض العلماء لبعض أحكامه جزئياً أو مضمناً مع علومٍ أخرى كالتفسير وعلوم القرآن، وذلك قبل القرن الرابع الهجري، كمثل "رسالة في الإدغام الكبير" لأبي عمرو بن العلاء البصري، "وأرجوزة في تلاوة القرآن" لقالون المدني.

لكنَّ أول ظهور معالم علم التجويد وقواعده، والتأليف فيه بشكل متخصصٍ ومستقلٍّ، يرجع إلى بدايات القرن الرابع الهجري، وهو "قصيدة رائية"، لأبي مزاحم الخاقاني "ت 325"، وقصيدته مكونة من واحدٍ وخمسين بيتاً، ذكر فيها عدداً من موضوعات التجويد، مع أنه لم يذكر لفظة التجويد، إلا أنها ذكرت فيما بعد، لمّا تتابعت جهود العلماء والقُرَّاء في التأليف والتدوين لأحكام ومسائل علم التجويد.

وقد ذكر الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه "الدراسات الصوتية عند علماء التجويد" ما يزيد على مائة كتابٍ ورسالةٍ في علم التجويد، منها ما هو مخطوطٌ ومنها ما هو مطبوعٌ منشور، ورتبها من بداية التأليف حتى أواخر القرن الهجري لفائت على ترتيب سنوات وفاة مؤلفيها، وسأذكر لك بعض هذه المؤلفات والكتب، وهي كما يأتي:

1. كتاب "التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي"، للسعيدي علي بن جعفر، توفي 410هـ.
2. كتاب "اختلاف القراء في اللام والنون"، للمؤلف السابق.
3. كتاب "الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة"، لمكي بن أبي طالب القيسي، توفي 437هـ.
4. كتاب "التحديد في الإتقان والتجويد"، للداني، توفي 444هـ.
5. كتاب "الموضح في التجويد"، لعبد الوهاب القرطبي، توفي 462هـ.

ومن الكتب القيمة المعاصرة التي ألفت في علم التجويد، كتاب "التجويد المصور"، للدكتور أيمن رشدي سويد، وكتاب "المنير في أحكام التجويد"، أحد إصدارات جمعية المحافظة على القرآن الكريم، لمجموعة من المؤلفين، وغيرها الكثير من الجهود العظيمة، والمبذولة لخدمة كتاب الله -تعالى-.