من حكم بعد السلطان سليمان؟

حياك الله أيها السائل الكريم، السلطان الذي تولّى بعد السلطان سُليمان، هو ابنه السلطان سليم الثاني، وقد جلس على العرش بعد ثلاثةٍ وعشرين يوماً من وفاة والده، ثمّ أتى إلى مدينة بلغراد، وكرّر مراسيم الجلوس على العرش أمام الجيش.

وقد تُوفّي السلطان سُليْمان القانوني أثناء الحملة السلطانية الثالثة عشرة، وكانت الحملة مُوجَّهة نحو حصار حِصن زيكتاور، الذي كان في طريق الجيش العُثماني لفتح فيينا عاصمة النمسا.

وكانت وفاة السلطان سُليمان في خيمته لأسبابٍ طبيعيةٍ؛ فقد كان لهذه الحملة والحِصار أثرٌ سلبيٌّ على صحة السلطان، ولكن الجيش العُثمانيّ انتصر في هذه الحملة، وكانت وفاة السلطان سليمان سنة 974هـ.

وحين تولي السلطان سليم الثاني للحكم، لم يكن مثل السلاطين الذين سبقوه في العلم والدِّراية، ولم تكن له حياةٌ مستقيمةٌ كأسلافه، ولم يسبق له قيادة جيشٍ، ولكنّه كان قد عمل والياً على بعض المناطق.

وسأذكر لك أبرز الأحداث التي حدثت في عصر السلطان سليم الثاني فيما يأتي:

1. تولّى السلطان سليم الثاني السلطة وعمره اثنين وأربعين عاماً، واستعان بالصَّدر الأعظم صوقوللو محمد باشا الذي كان وزيراً مُحنّكاً عند والده، وكان صوقوللو يُدير الدولة نيابةً عن سليم الثاني.

1. ظهرت في عهد السلطان سليم مشكلة في اليمن؛ فقد ظهر عِصيان على الدولة العثمانيّة، وقتلوا والي صنعاء وتَعز، ولكنّ الدولة العثمانية تمكّنت من إخماد العصيان بجهود القائد سنان باشا، الذي تمكّن من إبقاء اليمن تحت الحكم العثمانيّ فترةً طويلةً.

1. قام القائد خضرالذي كان رئيساً في عهده؛ بتسيير حملةٍ إلى إندونيسيا، كما سُيّرت أيضاّ حملةٌ ضدّ الروس؛ للسيطرة على قلعة إستراخان، إلا أنّ القلعة بقيت بيد الروس.

1. في عام 1570م استطاع العثمانيون فتح قبرص وأخذها من يد البَنادقة.

1. في عام 1571م هُزم العثمانيون لأوّل مرةٍ في معركة "إينة يختي" أمام القوة البحريّة الأوروبيّة؛ب وكان أثر هذه الهزيمة أنها أزالت صِفة الجيش العثماني الذي لا يُقهر أمام أعيُن الأوروبيّين.

1. تمكّن العثمانيون في عهد السلطان سليم من إلحاق تونس بالدولة العثمانية.

1. تميّز عهد السلطان سليم الثاني بأنّه عصر الصلح وإبرام المعاهدات أكثر من كونه عصر فتوحاتٍ.

1. يُعتبر عهد السلطان سليم الثاني بدايةَ عصر الركود والتوقف في الدولة العُثمانية؛ بسبب ظهور الاستبداد والرشوة والفساد في عهده.

1. لم يكن السلطان سليم الثاني يخرج على رأس جيشه للجهاد في سبيل الله، بل لم يخرج من عاصمته إلا للتّنزه في أَدَرْنة وغيرها من الأماكن؛ ولذلك بنى جامع السليميّة في أدرنة.

1. قام السلطان سليم برفع الحَظْر الذي فرضه والده على استيراد الخمرالذي كان يتناوله غير المسلمين، كما سمح لهم بإعادة فتح خَمّاراتهم، وكان السلطان سُليْمان كان قد حظر فتح الخَمّارات بعد أن بلغته الأخبار بذهاب بعض شباب المسلمين لها سراً.

وتُوفّي السلطان سليم الثاني عن عمر خمسين عاماً، بعد أن حكم ثماني سنوات، في اليوم الثامن عشر من شهر شعبان لسنة 982هـ/ 1574م.