من طرد اليهود من الحجاز ومتى؟

حياك الله السائل الكريم، إجابةً على سؤالك أقول: إنّ الخليفة عمر بن الخطاب هوالذي أخرج اليهود من الحجاز، وسأقوم بذكر تفاصيل الأمر لك:

معلوم أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أجلى يهود بني قينقاع وبني النضير من المدينة المنورة لخيانتهم العهد الذي أبرمه معهم النبي الكريم، وقضى أيضاً على يهود بني قريضة؛ لتآمرهم مع المشركين على المسلمين في غزوة الأحزاب، وكانت آخر معاقلهم هي مدينة خيبر.

تجمّع كثير من اليهود في خيبر بعد خروجهم من المدينة المنورة، وأخذوا يُشجّعون كفار العرب على استئصال المسلمين؛ بتجميع جيش كبير من مكة وغطفان وغيرها، واستطاعوا جمع 10 آلاف مقاتل أحاطوا المدينة المنورة في غزوة الأحزاب، وانتهت الغزوة بنصر الله -سبحانه- للمسلمين.

بعد مرور الزمن وبعد صُلح الحديبية الذي حيّد فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- جبهة قريش من الصراع، بدأ بنشر الدعاة في أنحاء الجزيرة وخارجها، وأخذ بتقليص قوى الشر في الجزيرة وكان من أبرزهم اليهود المُتجمعين في خيبر، فقام إليهم بجيش عدده 1400مقاتل، وهم الذين شاركوا في صُلح الحديبية.

وكان النّصر حليفاً للمسلمين، وأبقى النبي -صلى الله عليه وسلم- سُكان خيبر فيها؛ ليهتموا بمحاصيلها الزراعيّة على أن تكون حصتهم نصف ما تُنتجه الأرض، ولكنّه اشترط عليهم أنّه إذا أراد أن يخرجهم عليهم أن يطيعوا أمره ويَخرجوا.

ومرّت الأيام وهم على ذلك الحال، حتى جاءت خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقام بإخراجهم من جزيرة العرب لحديث سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: (لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً). "أخرجه الإمام مسلم"

وفي رواية أخرى: (لا يَبْقَيَنِّ دِينانِ بِأرْضِ العَرَبِ)، "أخرجه أحمد، صحيح" فخرجوا من خيبر، فمنهم من توجّه إلى العراق، ومنهم من هاجر إلى الشام، ومنهم من ذهب إلى مصر، ولكنّهم ظلّوا مُتعصبين لوطنهم السابق.