هل الإفرازات الرقيقة توجب الغسل؟

حياك الله أختي السائلة، يختلف حكم السائل الذي يخرج من المرأة بحسب نوعه، وذلك كما يلي:

1. أن يكون السائل الخارج منيّاً

وهو سائل أصفر رقيق، قد يكون لونه في بعض الأحيان أبيض، يخرج بلذة ويتبعه فتور وضعف الشهوة، فهذا يوجب الغُسل لتحقيق شروط صحة الصلاة، وهو طاهر لا ينجس الثياب.

عن أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا). "أخرجه البخاري"

1. أن يكون السائل الخارج مذياً

وهذا هو الغالب، والمذي ماءٌ أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة، ولكن لا يكون بعده فتور، وقد لا تشعر المرأة بخروجه، فهذا نجس يجب تطهير الثياب منه، ويجب غسل ما أصاب البدن منه، وهو ينقض الوضوء، ولكن لا يوجب الاغتسال الكامل للبدن.

عن سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وكُنْتُ أسْتَحْيِي أنْ أسْأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فأمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ ويَتَوَضَّأُ). "أخرجه مسلم"

1. أن يكون السائل الخارج ودياً

وهو ماء أبيض ثخين كَدِر يخرج بعد البول أو مع البول، ويخرج من غير شهوة وهو نجس يوجب الوضوء فقط دون الغسل، ويجب غسل ما أصاب من الثياب.

1. أن يكون السائل الخارج إفرازات تخرج عادة من الرحم

أمّا إذا كان الخارج هو الرطوبة أو الإفرازات الرحمية العادية -أي التي تخرج من الرحم- دون شهوة، فهذه الإفرازات لا توجب الغسل، لكنها إذا خرجت من عمق الرحم فهي نجسة وتوجب الوضوء للنساء فقط، أما إذا خرجت من ظاهر الفرج فهي طاهرة، ولا تنقض الوضوء، والله تعالى أعلم.