هل الرضاعة تسحب الكالسيوم من الأم؟

بالفعل تؤثر الرضاعة الطبيعة في قدرة عظامك على الحصول على ما تحتاجه من الكالسيوم، وذلك بسبب ما يأخذه الجسم من الكالسيوم لإنتاج الحليب، بالإضافة إلى أنّ جسم الأم المرضع يُنتج كمياتٍ أقل من هرمون الإستروجين؛ الذي يلعب دورًا في حماية العظام، وغالباً ما تفقد الأمهات المرضعات ما بين 3 - 5% من كتلة عظامهن أثناء الرضاعة الطبيعية، لذا قد يكون هذا من أسباب الأعراض لديك ^[١] .

ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن التأكد من نقص الكالسيوم لديكِ دون مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الضرورية، إذ ينتج عن الحمل تأثيرات أخرى قد تسبّب الأعراض التي ذكرتها، كما قد يكون لديك نقصٌ في فيتامين د المسؤول عن تعزيز امتصاص الجسم للكالسيوم.

وبشكلٍ عام غالبًا ما تسترد الأم ما ينقصها من الكالسيوم في غضون بضعة أشهر بعد انتهاء فترة الرضاعة الطبيعية، ومن النصائح التي يُمكن اتباعها للمحافظة على صحة العظام أثناء الرضاعة وبعدها، ما يأتي:

1. اتّباع نظامٍ غذائي متوازنٍ يحتوي على كميةٍ كافيةٍ من الكالسيوم، حيث أنصحك بتناول 2 - 4 حصص من الأطعمة العالية بالكالسيوم؛ كالحليب، واللبن، والجبنة، وغيرها.
2. ممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ منتظم، كالمشي أو السباحة، وتجنب التمارين التي قد تسبب لكِ إصاباتٍ في العظام.
3. الاستمرار بتناول المكملات التي كنت تتناولينها خلال الحمل، أو مراجعة الطبيب لتحديد النوع المناسب من المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د؛ فلا يصحّ إهمال الحالة مُطلقًا.

من الطبيعي أن تضعف العظام عند المرضعة؛ نتيجة قلة مستويات هرمون الإستروجين مما يتسبب في قلة امتصاص الكالسيوم، ولكن هذا الضعف غالبًا ما يكون مؤقتًا وينعكس أثره بعد الفطام؛ إذ تستعيد العظام قوتها وربما تصبح أقوى نتيجة استبدال فقدان العظام بعظام جديدة، وبالتالي قد لا تكون الرضاعة هي العامل الوحيد المسبب لنقص الكالسيوم في جسمكِ. ^[١]

ولنقص الكالسيوم أسباب عديدة منها ما يأتي: ^[٢]

1. العوامل الوراثية.
2. سوء التغذية وسوء الامتصاص.
3. بعض الأدوية.
4. التغيرات الهرمونية.
5. انخفاض مستويات فيتامين د.
6. اضطرابات في مستوى المغنيسيوم في الدم.
7. ارتفاع نسبة الفوسفات في الدم.
8. التهاب البنكرياس.
9. الفشل الكلوي.

لذا أنصحكِ بمراجعة الطبيب فورًا لتحديد السبب الفعلي وراء ما تعانين منه ووضع الخطة اللازمة لعلاجه.