أهلاً بك، وضحّ أهل العلم أنواع الشرك بالله -سبحانه وتعالى عن ذلك-؛ فذهبوا إلى أنّ شرك الربوبية يكون باعتقاد شريك مع الله في أفعاله؛ فالله -تبارك وتعالى- هو المالك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل؛ فمن أشرك مع الله غيره في مثل ذلك كان مشركاً بربوبيته -والعياذ بالله-؛ لأنّ الربوبية تكون في أفعال الله وتدبيره، وأوصافه.
وهذا النوع من الشرك كان معروفاً في الجاهلية؛ إذ كانت الناس تشهد بوجود الإله لكنهم يشركون معه غيره؛ قال -تعالى-: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)، [لقمان: 25] ومن ذلك أيضاً قوله -تعالى- عن ندمهم يوم القيامة على هذا الشرك: (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ* تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ). [الشعراء: 96- 98]