هل المؤمن لا يكذب حديثٌ صحيح؟

أهلاً ومرحباً بك، يمكنني الإجابة عن هذا السؤال بما يأتي:

1. هل "المؤمن لا يكذب" حديثٌ صحيح؟

لعلّك تقصد بذلك ما نُسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي الدرداء وعبد الله بن جراد؛ فهذا الحديث كذبٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روي أنّ رجلاً سأل النبي: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ يَسْرِقُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: قَدْ يَكُونُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: لا، ثُمَّ أَتْبَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ").

وهذا الحديث ورد في كتب الآثار عن يعلى بن الأشدق وهو كذوب؛ يضع الحديث من عنده، قال فيه الإمام البخاري: "لا يُكتب حديثه".

1. هل يسرق المؤمن ويزني، ولكنه لا يكذب؟

ثبت في الصحيحين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- نفى الزنا والسرقة عن المؤمن الحقّ؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ.. ولا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ)؛ [متفق عليه] ففي هذا الحديث يبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ المؤمن قد يرتكب الكبائر، ولكنّها لا تقع منه وهو يتصفّ بكمال الإيمان.

إنّما تكون منه في حال ضعفه ونقصان إيمانه، أو أنّ نور الإيمان يُنزع منه في مثل هذه المواطن على رأي أهل العلم، فلا يكون مؤمنا حقاً في حال ارتكاب الزنا أو السرقة، وكذلك حال المؤمن إذا وقع في الكذب؛ وذلك مصداق لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمنُ يطبعُ على الخلالِ كلِّها إِلَّا الخيانةَ والكذبَ). [أخرجه ابن أبي شيبة، وصحّحه الألباني]