هل حقاً لا يستطيع المنافق حفظ سورة الرحمن؟

حياك الله أيها السائل الكريم، وبارك الله فيك، ولا يوجد دليلٌ أو نصٌ يدل على ذلك، بل سورة الرحمن قد يحفظها المُنافق وقد يحفظها المسلم، فالحفظ وحده ليس دلالةً على الخيرية، ما لم يتبعه إيمانٌ وعمل.

وقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المنافق قد يقرأ القرآن، فلا يُمنع أن يقرأ ويحفظ، وليس لسورة الرحمن خصوصية في ذلك عن سائر سور القرآن، فأعظم سور القرآن هي الفاتحة قد يحفظها المنافق، وأعظم آياته آية الكرسي وقد يحفظها المنافق والكافر.

وجاء في الحديث عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ، كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مر). "أخرجه مسلم"

أما الحديث الذي روي بلفظ: (لا تدعوا قراءة سورة الرحمن و القيام بها، فإنها لا تقر في قلوب المنافقين، و يؤتى بها يوم القيامة في صورة آدمي، في أحسن صورة، وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها)، فهذا الحديث ليس له أصل صحيح ولا ضعيف، وإنما هو حديث مكذوب موضوع.

ولم يرد في دواوين أهل السنة، وإنما رواه الشيعة في كتبهم بإسناد أبي عبد الله الحسين -رضي الله عنه- من قوله، وليس من قول رسول الله كما رواه المجلسي في بحار الأنوار، ونسبته إلى الحسين غير ثابتة أصلاً.

والله -تعالى- أعلم.