السلام عليكم قرأت في أحد المواقع الإلكترونية أن من تكريم الله تعالى وتشريفه للنبي صلى الله عليه وسلم أن جعل الأرض تبتلع ما يخرجه النبي صلى الله عليه وسلم من فضلات، فهل هذا صحيح؟ هل كانت الأرض تبتلع ما كان يخرج من النبي؟
0
السلام عليكم قرأت في أحد المواقع الإلكترونية أن من تكريم الله تعالى وتشريفه للنبي صلى الله عليه وسلم أن جعل الأرض تبتلع ما يخرجه النبي صلى الله عليه وسلم من فضلات، فهل هذا صحيح؟ هل كانت الأرض تبتلع ما كان يخرج من النبي؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا على اهتمامك بالعلم الشرعي والحرص على فهم دقائقه..
اعلم أخي الكريم أنَّ الطبراني ذكر في كتابه المعجم الأوسط عن عائشة أمُّ المؤمنين أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أوَما علِمْتِ يا عائشةُ أنَّ الأرضَ تبتلِعُ ما يخرُجُ مِن الأنبياءِ فلا يُرَى منه شيءٌ)، وأخبر الطبراني أنَّ هذا الحديث تفرّد في روايته إسماعيلُ بن إبان، وفي ذلك إشارةً منه إلى ضعف هذا الحديث.
وبناءً على ذلك فلا يُمكن لنا الجزمُ بصحةِ هذه المعلومةِ، واعلم أخي الكريم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد شرَّف نبيَّه وكرَّمه بعدةِ أمورٍ ثابتة في القرآنِ الكريم والسنة النبوية، وهي الأولى في صرف اهتمامنا إليها.
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله، أهلا بكم، ونفع الله بنا وبكم، لقد ورد في هذا الأمر عدّة أحاديث بأسانيد واهية، ومنها المنكرة، وفي بعض رواتها من هو كاذب، فلا نعلم في هذه الروايات شيئاً صحيحاً.
وقد جاء فيها أنه -صلى الله عليه وسلم- إذا اتّخذ موضعاً وقضى حاجته فيه، لحقه بعض الصحابة، فدخلوا بعده، فلا يجدون ما يخرج من فضلات الإنسان أثراً، وروى بعضهم أيضاً أنهم كانوا يجدون رائحة طيبة في موضع قضاء الحاجة الذي يتّخذه النبي، وكانوا يتناولون الحجارة من هذا المكان فلا تكون إلا مسكاً، وقيل: هذا ليس متعلّقٌ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحده، بل بالأنبياء جميعاً.
وجاء في ذلك ما ذكره الطبراني في كتابه المعجم الأوسط عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقالت: (يا رسولَ اللهِ تدخُلُ الخَلاءَ فلا يُرَى منكَ شيءٌ مِن الأذى؟ قال: أوَما علِمْتِ يا عائشةُ أنَّ الأرضَ تبتلِعُ ما يخرُجُ مِن الأنبياءِ، فلا يُرَى منه شيءٌ).
وهذا الحديث في إسناده ضعف؛ لتفرُّد إسماعيل بن إبان به، وقد قال ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية إن جميع طرق هذا الحديث بالرواية عن عائشة -رضي الله عنها- لا تصح.
وقد رأى بعض أهل العلم تأييد الرأي القائل بابتلاع الأرض لما يخرج من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ واستدلوا بذلك لعدم وجود روايات تدل على رؤية الصحابة لهذه الفضلات، ولحديث مالك بن سنان -رضي الله عنه- الذي مصّ دم النبي يوم أحد.
وإن كانت أيضاً كلّها أحاديث ضعيفة، فإنهم أسندوها بأن النبي لا يخرج منه إلا طيباً، ومنهم أيضاً من قال بطهارة النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحدثين، وأطال الكلام فيه، وقد اختار هذا الرأي الزركشي، والبغوي، والسبكي وغيرهم.
وقال جمعٌ آخر بخلاف هذا القول، وذهبوا إلى أن حكم فضلات الأنبياء كحكم غيرها من حيث الطهارة والنجاسة، وعلى هذا فإن الأمر مما اختُلف فيه، ولم يرد بذلك دليل قطعي الثبوت، أو يرقى لدرجة الصحيح، والله -تعالى- أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.