هل كانت الدولة الأيوبية في مصر؟

حياك الله السائل الكريم، نعم صحيح، نشأت الدولة الأيوبية على يدِ القائد النّاصر صلاح الدين الأيوبي في مصر، وبقيت الدولة الأيوبية في مصر، وإليك تفصيل ذلك:

بعد انتهاء الدولة الزنكية بوفاة الملك العادل نور الدين زنكي، الذي كان صلاح الدين تابعاً له، توّلى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر، وأعاد تبعية مصر في الحكم إلى العباسيين، بعد أن كانت تحت إمْرة الفاطميين، وبدأ صلاح الدين بتوسيع حكمه؛ فكان أول بلد يضمّلها له هي الشام؛ حتى يُوحد المُسلمين تحت قيادةٍ واحدة؛ لمواجهة الصليبيين المُحتلين للقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.

ثم بعد أن ضمَّ الشام إلى مصر، وسّع صلاح الدين دولته لتصل حدودها إلى حدود العراق والحجاز واليمن وأجزاء من ليبيا والنوبة، واستطاع أن يُحرر بيت المقدس من الاحتلال الصليبي الذي ظل جاثماً كخنجرٍ مسمومٍ في قلب الأمة الإسلامية لواحد وتسعين عاماً، ولكنّ الدولة بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، قُسمت إلى أجزاءٍ بين أخيه الملك العادل أبو بكر سيف الدين أحمد وأولاد صلاح الدين الخمسة سنة 588 هجرية.

ثم تمكن الملك العادل من إعادة توحيد المملكة سنة 596، واستمرت لغاية سنة 614، وكان مقر حكمه مصر، ولكن بعد وفاة الملك العادل سنة 614، أُعيد تقسيم الدولة مرة أخرى، فبقيت مصر في يد الملك الكامل ابن الملك العادل من سنة 614 وحتى سنة 635، واستقل في دمشق، وحمص، وحلب ملوك أيوبيون صغار وسمّوها ممالك على صغرها.

لذلك ظلت مصر هي الفرع الرئيسي للدولة الأيوبية، تتابع على حكمها أحفاد الملك العادل حتى مقتل الملك المُظفر توران شاه بن الملك الصالح أيوب على أيدي المماليك سنة 647 هجرية، فانتهت الدولة الأيوبية فعلياً بذلك، برغم وجود بعض الممالك الصغيرة في حمص وحماة واليمن، وكان آخرها سقوطاً مملكة حماة التي سقطت بعد ما يقرب من مئة عام من انتهاء الدول الكبرى في مصر، ولكن هذه الدول لا تعد دولاً حقيقيةً.