أهلاً ومرحباً بك السائل الكريم، إنَّ من عظيم قدرة الله -تعالى- أن ألهم النحل بأن تبني بيوتاً لها غايةً في الدقة والإتقان والإحكام، وألهمها -سبحانه وتعالى- الخروج منها والأكل من مختلف الأصناف التي تجدها في طريقها وسُبُلِها؛ منها الحلو والمالح والحامض وغيرها.
ليتشكل من ذلك كله في النهاية عسلاً حُلواً شهيَّ الطعم، يتميِّز بفوائده العلاجية العديدة للإنسان، كما أن فيه شفاء للناس من الأمراض والأسقام، وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد على ذلك، بالإضافة إلى ذِكِر العسل في السنة النبوية الشريفة أيضاً، وسنذكر الآيات والأحاديث فيما يأتي:
- قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَأَوحى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشونَ* ثُمَّ كُلي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ). "سورة النحل: 68-69"
- وقال -تعالى-: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ). "سورة محمد: 15"
- عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- (أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقالَ: أخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتَى الثَّانِيَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ الثَّالِثَةَ، فقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا، ثُمَّ أتاهُ فقالَ: قدْ فَعَلْتُ؟ فقالَ: صَدَقَ اللَّهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أخِيكَ، اسْقِهِ عَسَلًا، فَسَقاهُ فَبَرَأَ). "أخرجه البخاري"
- عن جابر بن عبدالله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنْ كانَ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ -أوْ: يَكونُ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ). "أخرجه البخاري"