هل هناك دعاء مجرب وأكيد مستجاب للزواج من حبيبي؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بدايةً أسأل الله -تعالى- أنْ يختار لكِ الخير دائماً، اعلمي أختي الكريمة بأنّه لم يرد شيءٌ في السنّة النّبوية يُخصّص أدعية محدّدة للزواج من شخص محدّد، وما انتشر في ذلك هو من بابِ الابتداع في الدّين، واعْلمي بأنّ بابَ الدّعاء إلى الله مفتوحٌ دائماً، فالله -تعالى- أقرب لنا من حبل الوريد.

ولكِ أن تدعي الله بما تشائين، وبكلّ ما يَجولُ في قلبكِ، ويجري على لسانكِ، ولكِ أختي الكريمة بأن تتوسّلي بعملٍ صالح لكِ، بنيّة تحقيق أمر تنْتظرينَه، وأنصحكِ أختي الكريمة بألّا تغفلي عن صلاة الاستخارة، فكمْ من أمرٍ مُحبّب لنا في ظاهره، ونقاتلُ لأجل تَحقيقه، ولكنْ في باطنه لا يَحملُ لنا الخيْر، والعكس صحيح.

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: السائلة الكريم، نسأل الله تعالى أن يقضي حوائجكم، ويفرج همومكم، ويفتح عليكم فتوح العارفين، وجواباً على سؤالكم أقول: أنه ليس هناك أدعيةٌ مخصوصةٌ، للزواج من الحبيب، وإنّما توجد أدعية من القرآن الكريم والسنة النبوية مستجابةٌ بإذن الله، لتفريج الهم وقضاء الحوائج، بيانها ما يأتي:

1. قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا). "سورة الكهف: 10"
2. قال الله -تعالى-: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). "سورة غافر: 44"
3. (يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستَغيثُ أصلِح لي شأني كُلَّهُ ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ). "أخرجه المنذري بإسناد صحيح"
4. (ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال: بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها). "أخرجه أحمد بإسناد صحيح"
5. اللهم يسّر أمري وسهّل دربي واقضِ لي فيما يرضيك حاجاتي.
6. اللهم كن لي عوناً في أمري وبسّره لي واكتب لي فيه الخير يا رحمن يا رحيم.
7. اللهم يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السّماء اجعل لي فرجاً قريباً.
8. اللهم إنّه لا حول لي ولا قوّة إلا بك؛ فكن لي في ما أتمنى عوناً ونصيراً يا قوي يا عزيز.
9. اللهم استجب لي دعائي واجعلني عندك من المقبولين يا رب العالمين.
10. اللهم هذا الدّعاء ومنك الإجابة، وهذا البلاغ وعليك التّكلان يا أرحم الراحمين.
11. اللهم آنس وحشتي وارحم ضعفي وتقبّل إنابتي يا أكرم الأكرمين.

ولا بد من الإشارة أنّ كل ما نطلبه أو نسعى إليه هو في علم الله -تعالى-، فلا يدري المرء أين يكون الخير له أو الشر، والأجدر بالمسلم أن يفوّض أمره لله -تعالى-، إذ لن يختار الله -سبحانه وتعالى- له إلا الأحسن والأصوب والأجمل؛ فكوني دائمة التوكل على الله، وارضي بما قسمه وسيقسمه الله لكِ، وكوني على يقينٍ كامل، ونفسٍ مطمئنةٍ، بأنه لن يختار لك إلا الأكثر خيراً وفضلاً.

ولأجل ذلك شرع الله لنا صلاة الإستخارة، حتى ندعو الله -تعالى- بأن يختار لنا الخير، فاستخيري الله بدايةً، حتى يُلهمك الخير في اختيارك للزواج من حبيبك، واستشيري من تثقين في علمه وأمانته، وأكثري من الاستغفار والدعاء، فإن القدر لا يرده إلا الدعاء، هذا والله -تعالى- أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.