هل هناك موضوع تعبير يصف يومًا ماطرًا؟

فيما يأتي موضوع تعبير عن يوم ماطر اجتمعت فيه أفراد الأسرة مع بعضها في أجواء دافئة:

يهطل المطر من السماء ليُحيي القلوب قبل الأرض، فيبعث الدفء في الروح رغم برودة الطقس المرافقة له، فالأجواء المصحوبة بالمطر تجمع أفراد العائلة في مكانٍ واحدٍ يلتفون حول المدفأة المشتعلة، وكأنهم يجدون بها الأمان، ويُراقبون حبّات الكستناء المشوية عليها وكأنها كنزٌ ثمين، فالمطر يُقرّب العائلة من بعضها بعضًا، ويبثّ فيها الألفة والمحبة، ويستذكر أفرادها الكثير من حكاياتهم وذكرياتهم الماضية.

المطر بمثابة خيط من الأمل يسحب القلوب ويجعلها في خيطٍ واحد وكأنها عقدٌ من اللؤلؤ، فما أجمل المطر! وما أروع أجواءه الجميلة وطقوسه التي تأخذ القلب وتأسر الروح! وليس أجمل من ذلك التناقض الغريب ما بين برودة الطقس التي تكون مصحوبة بالمطر، وما بين دفء البيوت والقلوب، وتجمع أفراد العائلة معًا، وكأنهم يعلمون جيدًا أنّ سرّ الدفء هو العائلة، وأنّ أفضل ما يمكن أن يمارسوه مع نزول المطر هو أن يفتحوا قلوبهم لهذا الخير القادم.

للمطر عاداتٌ كثيرة مرتبطة به، فالمطر يجعل الأرواح تنتشي، وما إن يبدأ بالهطول حتى يتجمع الجميع عند النوافذ المنتشرة في البيت ليراقبوا سقوطه على الأرض العطشى، ويستمتعوا برائحة الأرض بعده، ويستمعوا لصوته العذب وهو يغسل أوراق الأشجار والشوارع والبيوت، ويملأ المكان صخبًا رائع الجمال، فتفوح من البيوت رائحة الخبز والشاي، ورائحة الطعام المرتبط بالمطر، فكأن المطر عيدٌ يتجدد في كلّ موسم.

في أجواء المطر يتحول الجلوس عند النافذة والرسم على البخار المتكاثف عليها إلى طقسٍ يومي ثابت يُمارسه جميع أفراد العائلة دون استثناء وعلى اختلاف أعمارهم، والأجمل من هذا هو الخروج من البيت والمشي تحت المطر، والاستمتاع بجماله الأخّاذ والتقاط الصور معه، وكأنّه الخير الكثير المليء بالرحمة والبركات، أمّا دعاء الأمهات وقت المطر فهو من أكثر الأشياء الجميلة التي تحدث، فالمطر يُعطي شعورًا بالروحانية والفرح، ويمنح الطمأنينة والسكينة، فتلهج الألسنة بالدعاء لله تعالى.

يحتاج المطر إلى اجتماع العائلة، لأنّ الوحيد يشعر بالضياع وهو يسمع وقع حبات المطر دون أن يكون لديه شخصٌ يصف له جمال اللحظة ويُشاركه الفرح، ويستمع إلى تعبيره عن مشاعره، فكلّ شيء في المطر يبدو أكثر جمالًا، حتّى أصوات السيارات في الشوارع وهي ترشق الماء على جوانب الطريق هو بحدّ ذاته صوت رائع رغم أنّه مألوف، والأجمل من هذا هو مراقبة صفاء الجو ونقائه بمجرد أن يتوقف المطر عن الهطول، وتنقشع الغيوم وتظهر الأشجار والورود والشوارع بلونها المبهج المنتعش بعد أن اغتسلت بماء المطر.

ما أجمل المطر وما أكثر الخير المرتبط بهطوله! فالمطر فرحٌ متجدد، وخيرٌ لا حدّ له، ومنحة إلهية عظيمة للأرض والإنسان والحيوان، فالمطر هو الأيقونة التي لم تزل تجمع أفراد العائلة حول المدفأة لتكتمل مراسم الألفة بمجرد هطوله من السماء.