حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يتقبّل منك صالح عملك، وكما تعلم يُشترط أن يكون طواف الوداع آخر عهد الحاج ببيت الله، فمن أدّاه ثمّ تأخّر ولم يُغادر مكّة مباشرة فهو لا يخرج عن حالتين:
- الحالة الأولى: أن يكون تأخّره في مكّة بسبب عذرٍ أو حاجةٍ تتعلّق بالسفر؛ مثل انتظار الحافلة، أو ترتيب الأمتعة والحقائب، وهذا لا حرج عليه في تأخيره ولو طال، ولا يُطالب بإعادة طواف الوداع.
- الحالة الثانية: أن يكون تأخّره في مكة وعدم خروجه منها بغير عذر، كأن يمكث لزيارة أشخاصٍ أو مريض، أو ليحضر صلاة جنازة، أو ليذهب ويشتري ويتسوّق، وفي هذه الحالة يجب على صاحبها أن يُعيد طواف الوداع، فإن لم يفعل عليه دم، وهو ذبح شاة.
وإذا علمت ذلك أخي السائل الكريم تبيّن لك جواز ما فعلته بإذن الله، ولا يُطلب منك إعادة طواف الوداع أو جبره بالدم؛ لأنّ النّوم غلبك في الحافلة وأنت تنتظر السائق؛ أي أنّك أعددت أمورك وكنت ومَن معك بانتظار سائق الحافلة، وغَلَبَك النّوم أثناء ذلك، وهذا التأخير -أي تأخّر الباص- خارجٌ عن إرادتك، وهذا يختلف عمّن يطوف طواف الوداع ثمّ يذهب إلى غرفته وينام متعمِّداً للراحة.
هذا والله -تعالى- أعلم.