0

هل يصل أجر قراءة القرآن لأبي الميت؟

السلام عليكم، توفي أبي قبل ثلاثة شهور، ودائماً ما أقرأ القرآن الكريم بنية أن يصل له الأجر والثواب، وأريد أن أعرف هل يصل أجر قراءة القرآن لأبي الميت؟

09:17 02 ديسمبر 2021 674 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
كفاية أبو خضير
كفاية أبو خضير . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة ايناس مسلم 09:17 02 ديسمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله، حياك الله، ورحِمَ والدك وأموات المسلمين، وأمّا عن قراءة القرآن عن الأموات، فقد تعدّدت آراء العلماء في وصول ثوابها للمست على قولين:


  1. القول الأول: وصول ثواب القراءة للميت

وهو مذهب الحنفية وبعض الحنابلة، وعلّلوا ذلك بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، وأنّ ذلك مما ينفعهم ويصل إليهم، وبأنّ الله يُلحق الأبناء المؤمنين بآبائهم المؤمنين، وهذا يدلّ على أنّ الإنسان ينتفع بسعي غيره، كما استدلوا بحديث النبي أخرجه أبو داود، وقد جاء فيه الحثّ على قراءة سورة يس على الأموات.


  1. القول الثاني: عدم وصول ثواب القراءة للميت.

وهو مذهب الشافعية والمالكية وبعض الحنابلة، وعلّلوا ذلك بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعلها لأمواته من المسلمين، ولا لبناته اللاتي مُتْن في حياته -عليه الصلاة والسلام-، ولم يفعلها الصحابة -رضي الله عنهم-.


ولذلك فالأولى للمسلم أن يترك ذلك ولا يقرأ للأحياء ولا للموتى، ولا يُصلّي عنهم، ولا يصوم عنهم تطوّعا؛ لأنّ الأصل في العبادات التوقّف على دليل، ولا يوجد دليل يدلّ على جواز ذلك.


ولعلّي أطمئن للقول بعدم وصول ثواب القراءة للميّت، وإنّما يذهب أجر القراءة للقارىء نفسه، وإذا أردت أن تنفعَ الميّت بعد موته فتستطيع ذلك؛ فقد جاء في الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). "أخرجه مسلم"


وقال أيضاً -عليه الصلاة و السلام-: (إنّ مما يلحق المؤمن بعد موته: علماً علّمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته و حياته، تلحقه بعد موته) "أخرجه ابن ماجة، وسنده حسن".


وعليه فإنّ ما ينفع الميت بعد موته أمور ثلاثة هي:

  1. علم صالح يُنتفع به.
  2. صدقة جارية.
  3. الدعاء.


فاجتهد في نفع موتاكم في هذه الأبواب، وادعُ لهم في كل صلاة، فهم بحاجة إلى الدعاء، وتحرَّ ديونهم فسدّدها، وإذا كان عليهم صيام واجب فصم عنهم، واعتمر وحُجّ عنهم إن استطعت، وتصدّق عنهم؛ وإن أفضل الصدقة سُقيا الماء، ونسأل الله -تعالى- لموتانا وموتاكم الرحمة والمغفرة.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع