أهلاً وسهلاً بك السائل الكريم، إنَّ دعاء الاستفتاح سنَّةٌ من سنن الصَّلاة، على قول جمهور الفقهاء وقيل بوجوبه، وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصيغٍ مختلفةٍ، ويجوز للمصلِّي أن يختار منها ما يشاء، ويجوز له أن يجمعها كلّها في بداية صلاته بعد تكبيرة الإحرام في الرَّكعة الأولى، ويسنُّ الإسرار به ولا يستحبُّ الجهر.
وأمَّا بالنِّسبة لاستحباب دعاء الاستفتاح في كلِّ ركعتين من قيام اللّيل والتهجُّد بعد النَّوم أو في صلاة التَّراويح في رمضان، فالعلماء على قولين:
- القول الأول: استحباب الاستفتاح في أوَّل ركعتين بعد تكبيرة الإحرام مرَّةً واحدةً وعدم الاستفتاح في بقيَّة الرَّكعات.
- القول الثاني: استحباب الاستفتاح في كلِّ ركعتين بعد تكبيرة الإحرام وعدم الاقتصارعلى الرَّكعتين الأوليين، وهذا ما رجَّحه أكثر العلماء؛ لعموم الأدلَّة وهوالأحوط والأكثر أجراً إن شاء الله.
ودعاء الاستفتاح يحثُّ على التَّوحيد الخالص وتوجيه القلب لله وعدم الإشراك في العبادة، وفيه التَّنزيه والتَّحميد والتَّكبير والتَّهليل، فهو من أوَّله لآخره تعظيمٌ للمولى -سبحانه-، وفوائده وحكمه لا تحصى منها ما يأتي:
- زيادة في خشوع المسلم وحضور قلبه، فالخشوع هو روح العبادة.
- زيادة القُرب من الله -تعالى- ومُناجاته.
ومن الأدعية التي كان يقولها النبي في صلاة قيام االليل:
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ). رواه مسلم
والحمد لله ربِّ العالمين.