السلام عليكم، قرأت عن دور السنة النبوية في فهم القرآن الكريم، وأنّ للسنة دورًا في توضيح آيات القرآن المجملة فقامت بتفصيلها، لكنني أريد فهم ما معنى أنّ في القرآن آياتًا مفصلة وآياتًا مجملة؟
0
السلام عليكم، قرأت عن دور السنة النبوية في فهم القرآن الكريم، وأنّ للسنة دورًا في توضيح آيات القرآن المجملة فقامت بتفصيلها، لكنني أريد فهم ما معنى أنّ في القرآن آياتًا مفصلة وآياتًا مجملة؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نفع الله بك ورزقك العلم النافع، يُقصد بالمجمل؛ أنها الأحكام والمعاني العامة التي لم تتضح دلالتها، والمُفصّل ما جاء شارحاً ومُبيّناً لهذه المعاني، كتوضيح كيفيات العمل، أو التطبيق لحكمٍ ما.
والسنة النبوية جاءت لتوضّح وتفصّل ما جاء مُجملاً من آيات القرآن الكريم، وبينت كيفية تطبيق العديد من الأحكام، والفروض التي جاء الأمر بها دون توضيحها، وتحديد شروطها وموانعها، وإن المطّلع على آيات القرآن الكريم يجد أن في ذاتها آيات مفصّلة لآيات أخرى وردت مُجملة، إذ يقول -سبحانه-: (الر كِتابٌ أُحكِمَت آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَت مِن لَدُن حَكيمٍ خَبيرٍ﴾. "هود: 1"
وسأذكر بعض الأمثلة على مُجمَل القرآن الكريم، ومفصَّله سواء أكان من آيات القرآن ذاته، أم من السنة النبوية فيما يأتي:
الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والحثّ عليهما في عددٍ من الآيات القرآنية، يُعد من الأمثلة الجليّة على مُجمل القرآن الكريم، والتي جاءت السنة النبوية لتوضّيحها، ببيان مواقيت الصلوات، وأركانها، وشروطها، فقد ثبت في صحيح البخاري قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
وأما في تفصيل الزكاة، فجاء في السنة بيان مقدارها وأصنافها، وشروط استحقاقها، وعلى من تجب وفي حقّ من تجب، فقد صحّ عن أبي بكر الصديق عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في مقدار زكاة الإبل: (في أرْبَعٍ وعِشْرِينَ مِنَ الإبِلِ، فَما دُونَهَا مِنَ الغَنَمِ مِن كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ). "أخرجه البخاري"
فلفظة جنوبكم جاءت مُجملةً، ولم يتبين المقصود منها وكيف يكون ذكر الله على الجُنوب، فجاءت آياتٌ أخرى من القرآن الكريم توضح لنا ما يدل على معناها، فيقول -سبحانه-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) "الحج: 36".
ويتبين أن الجُنوب جمعٌ لكلمة جُنب، وهي الأطراف، ومقصودها هنا إذا سكنت أطراف الذبائح واستقرت بعد الذبح جاز الأكل منها، وعليه يكون ذكر الله -تعالى- بأطراف الإنسان في سجوده وركوعه.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.