ما أهم أسباب غزوة خيبر؟

حياكم الله، ورزقكم الشغف بالعلم، وكتب لنا النصر على أعداءه، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قدم المدينة المنورة قد عقد معاهدة بين الدولة الإسلامية والقبائل اليهودية؛ لحماية المدينة والدفاع عنها ضد الأعداء من قريش، فنقض يهود خيبر العهد مع النبي، وتحالفوا مع قريش، وحرّضوا الأحزاب عليهم في غزوة الأحزاب.

وخططوا لقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأشعلوا نار الغدر والخيانة في قلوب بني قريظة، فرأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرورة التخلص منهم، ومن دهاليزهم في المدينة المنورة، وتطهير المجتمع من خباثتهم.

وتعدّ منطقة خيبر من أكبر الحصون، ذات المساحات الواسعة من الزروع والثمار، وخيبر قبيلةٌ انتسبت إلى خيبر بن المهلهل، التي خرج منها طائفة واعتنقت اليهودية.

وبعد رجوع النبي -صلى الله عليه وسلم- من صلح الحديبية، توجه إلى منطقة تسمى "الرجيع"، وأقام فيها ليكون مانعاً من تعاون اليهود وبني غطفان في قتال المسلمين، فقد كانت اليهود متفقةً مع غطفان، فإذا أحسوا بخطر يُهددهم استعانوا بالمدد من عندهم.

وقد استطاع النبي بهذه الخطوة العسكرية أن يوهم غطفان بأن القتال سيكون ضدهم، فتركوا الديار وغادروا إلى ديار اليهود، ثم توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى خيبر، وأرسل مجموعةً قتاليةً ألقت الرعب في ديار غطفان بعد ما تركتها القوات المحاربة، فرجعت هذه القوات إلى ديارهم لحمايتها من المسلمين، وتركوا اليهود في هذه الحرب وحدهم.

وتمت محاصرة يهود خيبر من قِبِل المسلمين ليلاً، ولما جاء الصباح التحموا مع بعضهم البعض، وأبلى المسلمون بلاءً حسناً منذ اليوم الأول، واستمات اليهود في الدفاع عن حصونهم، وبدأ المسلمون يهدمون ويستولون على حصن بعد حصن، حتى قلّ الطعام والزّاد، فركّزوا على حصون الإعاشة حتى نالوا منه.

وتقوُّوا بما فيه من زاد، فوقعت كل الحصون بيد المسلمين، إلا حصنين هما "الوطيح، والسلالم" فحاصرهم الجيش المسلم واشتد الأذى عليهم، حتى طلبوا الهدنة وحقن الدماء من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبل ذلك، على أن يكون لهم نصف الثمار من الزروع، وأن يشتغل اليهود بها.