كنت أقرأ في كتاب للسيرة النبوية، وذكر الكاتب من ضمن أسماء غزوات النبي صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر ،وقال أنها كانت بسبب غدر وخيانة يهود خيبر للمسلمين، فمن هم يهود خيبر؟
0
كنت أقرأ في كتاب للسيرة النبوية، وذكر الكاتب من ضمن أسماء غزوات النبي صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر ،وقال أنها كانت بسبب غدر وخيانة يهود خيبر للمسلمين، فمن هم يهود خيبر؟
0
0
حيّاك الله، بارك الله فيك لحرصك على القراءة في سيرة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كان يقطن في بلاد الحجاز عدّة قبائل يهوديّة، ويهود خيبر؛ هم قبيلة من قبائل اليهود التي استقرّت في شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في المدينة المنورة، بعد تدمير الهيكل الأول، وجاء عندهم في كتاب التّوراة أنّ نسبهم يرجع إلى يهونا داب بن ركاب.
وبقي يهود خيبر يسكنون خيبر حتى عهد الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث قام الفاروق -رضي الله عنه- بإجلائهم من الحجاز بعدما نقضوا العهد مع المسلمين، وقاموا بقتل واحدٍ من المسلمين الذين كانوا يسكنون المدينة المنورة.
فانتصر له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقاتل يهود خيبر وأخرجهم من الحجاز، وجعل الدين واحد في المدينة؛ كما أخبر بذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
وكان يهود خيبر قد نزلوا في مكان استراتيجي؛ حيث عُرف بمياهه الوفيرة، وتربته الخصبة؛ وهذا سبب انشغالهم بالزّراعة، وقاموا بتحصين هذا المكان بحصون وأسوار منيعة.
أمّا سبب تسميتهم بيهود خيبر، فقد وردت عدة أسبابٍ لذلك ومنها ما يأتي:
وقد جاء في سيرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- موقفهم من الدين الإسلاميّ؛ حيث أنكروا رسالة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولم يؤمنوا بها؛ مع أنّهم بُشّروا بها من قِبل أنبيائهم، وهذا ما أخبرنا به الله -تعالى- في كتابه الكريم، واتّخذ يهود بني خيبر موقفاً محايدًا من دعوة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، منذ بعثته وحتى هجرته إلى المدينة.
وبعدما أجلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- القبائل اليهودية الأخرى من المدينة، لجأوا إلى يهود خيبر، فبدأوا بتحريضهم على المسلمين حتى ظهرت منهم العداوة والبغضاء للمسلمين، وتحالفوا مع كفّار قريش في الحرب التي حشدوا لها الحشود؛ وهي غزوة الخندق.
وكانوا قد عاهدوا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعدم فعل ذلك، وإنما عاهدوه بحماية المدينة من جانبهم في حال حدوث غزوٍ عليها، فما كان منهم إلّا الخيانة والغدر؛ فجعلوا الطريق مفتوحاً للأحزاب من مكانهم، كما حاولوا اغتيال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وغيرها من الأفعال المشينة التي لا تُستنكر من مثلِهم.
فعزم النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد ذلك على غزوهم وحصارِهم، ومع أنّهم كانوا خلف حصونهم المنيعة، إلّا أنّ المسلمين لم يتراجعوا عن قتالهم، حتى خرجوا مستسلمين منهزمين، وطلب قادتهم وزعمائهم إيقاف الحصار مقابل الاستسلام.
ولم يُشدّد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- على يهود خيبر العقوبة؛ فاكتفى بفرض إيتاء نصف محصول أراضيهم للمسلمين، كما حصل المسلمون على الكثير من الغنائم في هذه الغزوة.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.