0

هل النفس مخلوقة مثل باقي أجزاء الجسد؟

السلام عليكم، إذا كانت الروح من أمر الله عز وجل وهو وحده يعلم ماهيتها، فمن أين أتت النفس؟ وهل هي جزء من الروح؟ وهل النفس مخلوقة مثل باقي أجزاء الجسد؟

12:51 26 ديسمبر 2021 717 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

0

إجابة معتمدة
تسنيم أبو النادي
تسنيم أبو النادي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة ايناس مسلم 12:51 26 ديسمبر 2021

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيّاك الله السائل الكريم، هناك من العلماء من قال إن النفس والروح مترادفتان، وأنّهما شيء واحد، وهناك من جعل كلّاً منهما شيئاً منفصلاً عن الآخر، ولكلٍّ أدلته التي يعتدّ بها.


ونستنتج أنّ النفس والروح شيء واحد؛ لورود عدة آيات وأحاديث تدل على قبض الأنفس عند الموت، فما الذي تقبضه الملائكة عند موت الإنسان سوى الروح.


وممّا يدل على ذلك حديث عائشة -أم المؤمنون- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (الميِّتُ تحضرُهُ الملائِكَةُ، فإذا كانَ الرَّجلُ صالحًا، قالوا: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، واخرُجي حميدةً وأبشري بروحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ. فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى تخرجَ) "أخرجه ابن ماجه، صحيح" فهذه النفس أو الروح هي التي تخرج من الجسد عند وفاة البشر.


وعن أبي هريرة عن النبي الكريم قال: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنَادِ، وَقالَ: ثُمَّ لْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، فإنْ أَحْيَيْتَ نَفْسِي، فَارْحَمْهَا). "أخرجه مسلم"


ويعني بالنفس الروح، فيقول إن قَبَضْتَ رُوحي وأنا نائم، فاجْعَلْني في رَحْمتِك ومَغفِرتِك، وإنْ لم يقْبضِ عليها الموت، فاجعَلَني مِن أهلِ الطَّاعةِ والصَّلاحِ والتقوى.


وسُمّيت الروح أو النفس بالنسمة أيضاً، كما ورد عن كعب بن مالك عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (نَسَمةُ المُؤمِنِ تَعْلُقُ في شَجَرِ الجَنَّةِ، حتى يَرْجِعَها اللهُ إلى جَسَدِهِ) "أورده شعيب الأرناؤوط، صحيح" وورد أنَّ عَلِيّاً قال: (والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ)، "أخرجه مسلم" أي الروح.


أمّا عن سؤالك هل النفس أو الروح مخلوقة مثل باقي أجزاء الجسد، فنجيب على ذلك، بأنّها مخلوقة باتفاق العلماء وأهل السنة؛ لقوله -تعالى-: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) "الفرقان: 2"، فمن جعل شيئاً دون الله غير مخلوق؛ فإنه بذلك يكون قد خالفه -سبحانه-، وخالف الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وخالف إجماع المسلمين.


ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنّ روح الآدمي مبدعة -أي مخلوقة-، باتّفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة، قال -تعالى-: (الله خالق كل شيء) "الرعد: 16"؛ ولأنّها لو لم تكن مخلوقة لما عَبَدَتهُ -سبحانه-، ولما خافت من عقابه -عز وجل-، ولما حوسبت من الأساس.


ولما تنعَّمت بالجنة، وتعذّبت في النار، قال ابن القيم -رحمه الله-: فأجمعت الرسل -صلوات الله عليهم- على أنها ـ يعني الروح ـ مُحدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مُدبَّرة.


ويجب عليك السائل الكريم الإيمان المطلق بأن الله وحده هو الْخَالِق، وأنّ كل مَا سواهُ مَخْلُوق لَهُ، فكما قال الله -تعالى-: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) "الإنسان: 1" أي الإنسان بجسده وروحه، لم يكن موجوداً من الأساس، وبعد ذلك خلقه الله -سبحانه وتعالى- بنفس أو روح وببدن أو جسد.

0

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع