هل هناك كتب تبين كل ما يتعلق بالحروب الصليبية؟

حياكم الله أخي الكريم، ونسأل الله أن يزدكم علماً ومعرفة، تتنوع الكتب والدراسات التي تبحث في تاريخ الحروب الصليبية، فقد كتب فيها المسلمون وغير المسلمين، وبعض من كتب من المسلمين المعاصرين في هذا المجال تأثّر بالأفكار الغربية أو الدخيلة؛ لذلك ينبغي على من يريد المطالعة في هذه الحقبة التاريخية أن يتحرى ويبحث وينتقي الكتب ذات المنهجية السليمة.

وقد كتب الكثير من المؤرخين الإسلاميين في تاريخ هذه الحقبة قديماً وحديثاً، ويمكن أن نقسم هذه الكتب إلى قسمين: المصادر القديمة، والكتب الحديثة، فالمصادر التاريخية القديمة هي كتب صنّفها كبار المؤرخين المسلمين، وتعرضوا فيها لتاريخ هذه الحقبة بالتفاصيل الدقيقة، ومن أبرز هذه المصادر القديمة:

1. (الاعتبار)

للأديب أسامة بن منقذ، والكتاب عبارة عن مذكرات عاشها المؤلف مع نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي في جهادهما ضد الصليبيين.

1. (الفتح القسي في الفتح القدسي)

للكاتب عماد الدين الكاتب الأصفهاني، تناول فيه مؤلفه جهاد صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، ويمتاز الكتاب أن مؤلفه كان مقربا من نورالدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، ولكنه مليء بالمحسنات اللفظية والسجع.

1. (عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية)

للإمام أبو شامة المقدسي، ويتناول الكتاب كثير من الأخبار والأحداث التاريخية في عصر الدولة الزنكيّة ودولة صلاح الدين الأيوبي، ويعتبر مرجعا في بابه.

1. (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب)

للمؤرخ ابن واصل الحموي، غطى مؤلفه جميع الأخبار والأحداث التي حصلت في عصر الدولة الأيوبيّة، ومنها الحروب الصليبية.

1. (السلوك في معرفة تاريخ الملوك)

للعلامة المؤرخ تقي الدين المقريزي، ويتناول الكتاب الحملات الصليبية على مصر، وجهود المماليك في تحرير بلاد الشام.

وتمتاز هذه المصادر أنها وثّقت أحداث حقبة الحروب الصليبية بالتفصيل، وهي موجهة للباحثين وطلبة العلم المتخصصين.

وأما الكتب التاريخية الحديثة فهي كتب صنّفها المؤرخين المعاصرين، وهي كثيرة، ويمكن انتقاء أفضل الكتب التي بحثت هذه الحقبة التاريخية:

1. (الحركة الصليبية)

للدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور، وهو كتاب في مجلدين جمع فيه مؤلفه كل ما يتعلق بالأحداث التاريخية بأسلوب سهل ومبسط ومشوق، ويصلح أن يبدأ به كل من لم يقرأ في تاريخ هذه الحقبة.

1. (هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس)

للدكتور ماجد عرسان الكيلاني، والكتاب عبارة عن بحث وتحليل لجهود الإصلاح والتجديد -في عصر الحروب الصليبية- وأثرها في ظهور الجيل الذي حرر بيت المقدس، وهو من أفضل الدراسات التحليلية للنهضة الإسلامية في العصر الزنكي والصلاحي، ويُنصح بقراءته لكل مثقف.

1. (ماهية الحروب الصليبية)

للدكتور قاسم عبده قاسم، ويرصد فيه المؤلف الحروب الصليبية كظاهرة علمية، ويعرض فيه الأحداث التاريخية، ويناقش الأسباب والدوافع خلف الحروب الصليبية، ويحلل آثار الحروب الصليبية على الحضارة العربية الإسلامية.

1. (موسوعة الحروب الصليبية)

للدكتور علي الصلابي، وهي سلسلة موسوعية مكونة من ستة كتب؛ يتناول الكتاب الأول (دولة السلاجقة)، والثاني (عصر الدولة الزنكيّة)، والثالث (صلاح الدين الأيوبي)، والرابع (الأيوبيون بعد صلاح الدين والحملات الصليبية من الرابعة إلى السابعة).

والخامس (المغول والتتار بين الانتشار والانكسار)، والسادس (الدولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب السقوط)، وقد طبعت السلسلة في طبعة واحدة في خمسة مجلدات، والمؤلف لا يقتصر على السرد التاريخي فحسب، بل يتناول الدروس والعبر والسنن التي يمكن أن نستفيدها من الأحداث التاريخية.

1. (قصة الحروب الصليبية)

للأستاذ راغب السرجاني، اشتمل الكتاب على تاريخ هذه الحقبة، ابتداء من العصر الذي سبق الحروب الصليبية، ودوافع الحروب الصليبية، وحركة الجهاد الإسلامي حتى نهاية عهد القائد (عماد الدين زنكي)، بأسلوب شيق.

وتمتاز هذه الكتب المعاصرة بترتيبها وسهولة لغتها واستخلاص العبر والدروس المفيدة للمثقف والقارئ غير المتخصص.